كاريس بشار... موسم العودة إلى الواجهة؟

  • 0
  • ض
  • ض
كاريس بشار... موسم العودة إلى الواجهة؟
تلعب دوراً رئيسياً في «دقيقة صمت» (تأليف سامر رضوان وإخراج شوقي الماجري)

تعرف الممثلة السورية كاريس بشار كيف تصوغ التباين الحاد في مسار الشخصيات التي تقدّمها، والتناقض المطلق بين دور ينحرف نحو هالات شاسعة من الشر والمؤامراتية، وبين شخصية مسكونة بهاجس الخير ومحبة الناس والشغل على العطاء العميق. لا تستكين نجمة «ليالي الصالحية» (بسام الملا) لنوع درامي واحد، أو لهجة بعينها، أو كاراكتير محدّد، بل واظبت على التقاطاتها اليومية من الشارع، وإعادة بنائها درامياً، وتقديمها بشرط ترفيهي ممتع لا ينقصه البعد الثقافي. بالإضافة إلى ذلك، تتفرّد بشّار بتكنيك ممثل عال يساعدها في ترجمة الشعور الدرامي وتحويله إلى حركة نموذجية تنسجم فيها حركات الجسد، مع الصوت، وثبات العينين، والإيقاع الجوّاني، وهو ما يمكّنها من تحويل أي دور مهما بلغت مساحته إلى بطولة مطلقة. لعلّها كانت من أوّل ممثلة سورية تلعب دور أم أربعينية بمنتهى البراعة وبفلسفة أداء تمنح الشخصية بعداً عميقاً، وتحاكم المجتمع الذي يضعها في زاوية ضيقة. كان ذلك في «قلم حمرة» (يم مشهدي وحاتم علي). لكن منذ نجاحها الخاص في «غداً نلتقي» (إياد أبو الشامات ورامي حنا ـــ 2015)، لم نلمح مقدرات بشّار وحضورها المختلف، وربّما الأمر مرتبط بحجم ونوعية الفرص المتاحة. لكن هذا العام سنكون على موعد مع كاريس بدور قد يعيدها إلى مكانها الصحيح في الواجهة. إذ تنهمك بتصوير دورين: الأوّل لن يزيد عما نشاهده من تعبئة هواء وهو في المسلسل الشامي «سلاسل الذهب» (سيف رضا حامد وإياد نحّاس)، أما الثاني فهو الفرصة المنتظرة، إذ تلعب دوراً رئيسياً في «دقيقة صمت» (تأليف سامر رضوان وإخراج شوقي الماجري). وعلمت «الأخبار» بأنّ كاريس تلعب شخصية اسمها «ربى» وهي شقيقة «أمير» (عابد فهد)، تمثّل الجوهر المحوري في قرية أخيها. تقف في وجه أهالي القرية عندما يصل تابوت مزيّف على أساس أنّه يحتوي جثّته وتجابههم جميعاً لرفضهم دفنه، ثم تتولى تربية أبناء أخيها وإفهامهم بأن والدهم توفي، إلى أن تبدأ الانقلابات الجذرية والمفاجآت في هذه الشخصية عندما تتكشف الخيوط ويظهر أخوها من جديد ويعرف الجميع بأنه ليس ميتاً. هكذا، سيكون أمام نجمة «أهل الراية» (علاء الدين كوكش) فرصة إمتاع الجمهور واستعادة حظوظ شعبيتها لديه، من خلال شخصية مركبة تُترك لها مساحة واسعة من الحضور والتأثير الدرامي في البناء الحكائي للعمل. لعلّه موسم طيّب بالنسبة لكاريس بشّار!

0 تعليق

التعليقات