اللقاء مع الممثلة السورية الشابة روبين عيسى يحتاج إلى آلة زمن تعيدنا 15 عاماً إلى الوراء، حين تعرّفنا إليها في وقت مبكر من رحلتها الفنية. في ذلك الوقت، كان التمثيل بمثابة حلمها الكبير. ويوم دخلت «المعهد العالي للفنون المسرحية؛ في دمشق، «عشتُ أجمل يوم في حياتي لأنه حلم قديم وبدأ يتحقّق» تقول لـ «الأخبار» التي زارتها في موقع تصوير «أثر الفراشة» (كتابة محمود عبد الكريم وإخراج زهير قنوع). منذ تخرّجها عام 2012، حرصت نجمة «أيّام لا تنسى» (عن رواية «ألف شمس مشرقة» ـ سيناريو فايزة علي وإخراج أيمن زيدان) على أن تكون وفيّة للمسرح. هكذا، جسّدت بطولة «ليلي داخلي» (سامر اسماعيل)، وأعادت الكرّة مع أستاذها و«فارس أحلامها» على المستوى المهني غسّان مسعود في عرض «كأنّو مسرح» (كتابة لوتس مسعود) فيما قدّمت مجموعة تجارب سينمائيّة من بينها «الأب» (باسل الخطيب) حيث غامرت يومها بتقديم دور الأم المكلومة التي يشكّل وجعها اختصاراً مكثّفاً لكلّ ما تعانيه البلاد. وأخيراً، جسّدت دور بطولة في فيلم «الاعتراف» (يُعرض قريباً لباسل الخطيب). عن هذه التجربة، تقول: «السينما فنُّ التكثيف والدهشة، لا تقبل القسمة على اثنين من ناحية النجاح. لذا تستحقّ الحذر والتأنّي في الخيارات. في هذا الشريط، ألعب شخصية امرأة تعيش في حقبة الثمانينات من القرن الماضي، تترك انطباعات حادّة لدى المشاهد من كثرة الحزن الذي تواجهه. هي التجربة الثانية مع المخرج باسل الخطيب الذي أرتاحُ للتعاطي معه، وأطمئن بأني تحت إدارة خبيرة تبحث عن أفضل ما عندك». الحديث يتقطّع بين فترة وأخرى نستذكر من خلالها أصدقاء رحلوا. الملفت أن يختلط الحوار بين متناقضين: الموت والفن الذي هزمه وتغلّب عليه! لكن التفسير واضح طالما أننا في موقع تصوير مسلسل تلعب إحدى شخصياته البطولية وهو «أثر الفراشة»، وتحديداً في قرية ميّتة اسمها «الزارة» (ريف حمص). لا صوت بشريّاً هنا، فقط علامات الحرب والقذائف والرصاص مطبوعة آثارها بحدّة على الجدران! وعن دورها في المسلسل، تقول: «ألعب شخصية راقصة باليه، تكتشف فجأة أنها مصابة بسرطان في نقيّ العظام، فتقرر عدم تلقّي علاج كيميائي. تسافر مع زوجها لتعيش حالة توحّد مع الطبيعة وتقضي حياتها في مشهد خاص لا ينتمي للواقعية بقدر ما يعكس رمزية الحالة ودراماتيكيتها بعد أن يتملّكها المرض وتهوي ذابلة في غضون أيام». الحديث يقودنا إلى شهادتها بالمخرج زهير قنوع الذي تصفه بأنّه «خزّان طاقة كبيرة في التحكّم والضبط وإدارة مجموعة أشياء في آن معاً! حالة موقوتة من العطاء والقدرة المستمرة على الإبداع في أي ظرف ومكان، إلى درجة أنك تستمتع بطريقة مبالغ فيها لمجرد العمل معه. ولا يمكن لأيّ ممثل بحضوره في موقع التصوير أن يشعر بالتعب أو التراخي أو التوتر. الشغل هنا بمنطق اللعب والتسلية في الدرجة الأولى من دون أن يفقد ذلك شيئاً من الجدية». إلى جانب هذا العمل، لعبت نجمة «باب الحارة» دور محامية تصاب والدتها بمرض الزهايمر في خماسية «لحظات» ضمن مسلسل «عن الهوى والجوى» (شادي كيوان وفادي سليم)، فيما تستعد للمشاركة في الجزء العاشر من «باب الحارة» (تأليف فؤاد شربجي وإخراج مؤمن الملّا وإشراف بسّام الملا) الذي يعتبر وسيلة انتشار حقيقية رغم كل المآخذ النقدية عليه!