في آذار (مارس) الماضي، أوقفت قناة mbc فجأة عرض كل المسلسلات والأفلام التركية على شاشتها من دون سابق إنذار. القرار الذي كانت حجّته سياسية، قيل إن نتائجه السلبية ستظهر تباعاً على الشبكة السعودية. يومها توقع مسؤولون في الشبكة إنخفاض عدد متابعي mbc بين 20 و 30 في المئة من نسبة المشاهدين، بينما خسائر عائدات الإعلانات ستبلغ نحو 100 مليون دولار في المدى البعيد، على إعتبار أن تلك المسلسلات كانت الأكثر متابعة على الشاشة وعائداتها الاعلانية مرتفعة. فالمحطة التي تتّخذ من مدينة دبي مركزاً لها، كانت الراعية الرسمية لإطلاق المشاريع الدرامية التركية في العالم العربي من العام 2007، وعرضت عشرات المسلسلات تباعاً على شاشتها بعد دبلجتها إلى العربية عبر اللهجة السورية. أول تلك المسلسلات كان «نور» (عرض عام 2008)، حيث إستضافت mbc بطلة العمل الممثلة التركية سونغول أودان في مؤتمر صحافي أقيم في بيروت. لكن في الربيع الماضي، جاءت السياسية لتقلب الاوراق. إذ قرّر الديوان السعودي عدم عرض أيّ عمل درامي تركي بسبب علاقة تركيا الاخوان المسلمين. مع منع تلك المسلسلات عن الشاشة، قيل أن المسلسلات المكسيكية والبرازيلية وحتى اللبنانية ستحل مكانها، لأنها غير مكلفة مقارنة مع التركية. بعد مرور أشهر على منع تلك الأعمال، يبدو أن المسلسلات التركية أمام خطر جديد وهو الوضع الاقتصادي الذي تمرّ به أنقره. مع تدهور وضع الليرة التركية، بدأ الحديث عن تجميد العديد من الأعمال المقرر تصويرها في المدن التركية. فمن المعروف أن تلك المشاريع تُرصد لها ميزانيات مرتفعة، وتُباع بناء على عدد الحلقات. لذلك إن تراجع صرف الليرة جعل تلك الأعمال أمام إمتحان جديد. لذلك يجري الحديث عن أن القنوات الخليجية وتحديداً القطرية التي لا تزال تعرض المسلسلات التركية المدبلجة، سوف تتخلّى عنها تباعاً وتبث مكانها المسلسلات المكسيكية والبرازيلة التي تعتبر رخيصة مقارنة بالأعمال الأولى.