تعمل نقابة الفنانين في سوريا على إطلاق مشروع فني بعنوان «الأيقونة السورية» على أن يكون خطوة نحو التواصل مع الأطفال، ليقدموا عروضاً مسرحية في غالبية المحافظات السورية تركّز على تظهير الرموز التاريخية السورية، عبر الحضارات المتلاحقة لأقدم بلد في العالم، بلغة تعمل على تكريس روح السلام وتكثيف المنطق الأهلي والمدني ومنح الفرصة لأطفال سوريا كي يعيدوا تكوين جزء من شخصياتهم على خشبات المسرح! المشروع سينطلق قريباً من خلال عرض يفترض أن يكتنز العديد من الأجناس الفنية من تمثيل ورقص وغناء و فرجة بصرية، وسيحمل العنوان نفسه أي «الأيقونة السورية» (كتبه عدنان أزروني وسيخرجه سامي نوفل). الملفت أن كاتب النص هو واحد من الشباب السوريين الذين لم تتمكن الحرب من هزيمتهم، ولا حتى القوانين البالية والمنطق البيروقراطي المنتشر في الكثير من الجهات الحكومية السورية من إيفادهم إلى موانئ اليأس! اعتصم الرجل بوظيفته كمدير للمسرح المدرسي في دمشق، وقرر أن يلتزم بالمحاولة تلو الأخرى. أنجز مثلاً عروضاً عدة مع المسرح القومي هي «سر علني» (2008- تأليف وإخراج) و«متل الكذب» (2010-تأليف وإخراج) و«هدنة» (2014 تأليفه وإخراج مأمون الخطيب) إلى أن كلّف أخيراً بالعرض الافتتاحي لمشروع نقابة الفنانين. عرض عاد فيه نحو أصول الفرضيات الجمالية على مستوى الدراما وفقاً لأساطير الحضارات السورية المتعاقبة. راح نحو «بعل» و«يم» والحرب التي نشبت بينهما، على اعتبار بأن فكرة العرض هي استنهاض واحدة من الأيقونات التي تكرّس معنى الخير وتملي رسائل السلام! في حديثه مع «الأخبار»، يقول أزروني: «جرّبت المزج بين فرضيتين، واحدة تتكئ على الميثولوجيا السورية، والثانية تنتمي إلى الواقع بشكل كلّي من خلال حكاية أهم إله عند الكنعانيين القدماء أي بعل. وهو بالنسبة إليهم منظّم الكون ومسير الغيوم ومنزل المطر الوفير ورمز الخصوبة والحياة. وهناك الإله يم وهو رمز المياه البدئية والعماء والجمود». أما عن فرضية العرض، فيفصح بأن الصراع الأزلي المتواتر هو أن يمّ بعث لابيه وكبير الآلهة إيل يريد أن يستحوذ على سلطة بعل، فرفض الأب لتشتعل حرب بينهما تنتهي بنصر الخير والخصب والجمال أي بفوز بعل! ويضيف: «أخدت الفرضية ووضعت كل تلك الشخصيات كتماثيل في متحف في مواجهة مقابلات حياتية لشخوص واقعية مثل فلاح وجندي وحارس المتحف وفتاة عابرة! ويطوّق المعلم الأثري خطر ما، سيجعل كل تلك الشخوص تختبئ وتستمع إلى حكاية بعل ويم على لسان حارس المتحف في محاولة منه لطرد الخوف، على أساس أن الخير هو من ينتصر النهاية».
على هذه الحالة، ستتركز مهمة كبيرة على المخرج لصياغة سينوغرافيا منطقية توصل صيغة مرضية ومقنعة للمشاهد عن التماهي بين شخصيات الأساطير السورية والنماذج الواقعية. ومن المفترض أن يلعب الأدوار الرئيسة لهذا العرض كل من: نادين خوري، رياض نحّاس، سعد مينا، عامر علي، جيانا عنيد، جمال العلي، محمد خاوندي . ويفترض أن يرى النور خلال أسابيع قادمة على مشارح دمشق!