العالم في عدسات أطفال سوريا

  • 0
  • ض
  • ض
العالم في عدسات أطفال سوريا
تتولى مجموعة من المختصّين تدريب الأطفال على تقنيات صناعة الفيلم

ربما يكون العالم بالنسبة إلى الطفل عبارة عن مجموعة صور متحرّكة. أما لدى الحديث عن أطفال سوريا، فغالباً ما سيجتاح ذلك الشريط المتخيّل لوناً قاتماً بسبب المشهد الذي تتسيّده الحرب، وأصوات القصف والقذائف التي احتلت مساحة شاسعة من يومياتهم لثماني سنوات متتالية. لكن القافلة بدأت السير نحو طريق التعافي، لذا كان لا بدّ من الشغل على جيل أصيب بالعطب، وسيطرت مفردات الموت ولغة النار على جزء من شخصيته ووعيه، وتكوينه. هكذا، ارتأت «المؤسسة العامة للسينما السورية» أن تمشي خطوة إضافية على درب تعليم السينما للطفل، وفق ما بدأته مع مدارس أبناء الشهداء عندما أطلقت مبادرة «يالله سينما». تبعها شيء مشابه ضمن فعاليات مشروع «مسار التنموي». هذا الصيف تعود الجهة الحكومية المعنية بإنتاج الفنّ السابع لتكون حاضرة من خلال مشروع «سينما الطفل» بالتعاون مع «هيئة مدارس أبناء الشهداء»، لإنجاز دورة تدريبية يخضع لها حوالي 40 طفلاً جرى اختيارهم بعد إجراء مقابلات تمهيدية عقدت على مدار ثلاثة أيّام في صالة «سينما الكندي» في دمشق. على أن يبدأ العمل بهذا المشروع اعتباراً من بعد غد الأربعاء لنهاية شهر آب (أغسطس) المقبل في مقرّ «هيئة مدارس أبناء الشهداء» بشكل يومي، ما عدا الجمعة والسبت. ويقتصر التدريب على يوم السبت اعتباراً من مطلع أيلول (سبتمبر) بسبب عودة الدوام المدرسي. خلال هذه الفترة، ستتولى مجموعة من المختصّين والأكاديميين تدريب الأطفال على تقنيات وطرائق صناعة الفيلم السينمائي، وهم سمير جبر في إدارة التصوير، وخالد رزق في مجال الموسيقى. أما مهمّة تعليم كتابة السيناريو، فستوكل إلى لمى عبد المجيد. على أن يعطي المهنّد كلثوم لمحة للأطفال عن آلية ومفهوم الإخراج السينمائي. لن يأخذ المشروع طابعاً تعليمياً فقط، بل سيفرد جزءاً كبيراً منه لمشاهدة مختارات من الشرائط السينمائية العالمية والمحلية، ومناقشتها والحوار حولها. شرط أن تكون البطولة في هذه الأفلام لأطفال يقاربونهم في العمر، علّ ذلك يعطي فكرة عما صنعه العالم من سينما تخص الطفل. أما الأفلام فهي: «ذيب» (للأردني ناجي أبو نوارة) و«زمن الخيول المخمورة» و«السلاحف تستطيع الطيران» (للمخرج الايراني بهمن قوبادي)، والفيلم العربي «الآباء الصغار» (دريد لحّام) وأخيراً «لون الفردوس» (للإيراني مجيد مجيدي). السؤال هنا عن الجدوى المنتظرة من دورة مكثفة على مدار شهر واحد، فهل ستكون هناك مواكبة للأطفال المتميّزين فعلاً؟ يجيب مراد شاهين مدير «المؤسسة العامة للسينما السورية» في حديثه مع «الأخبار»: «الهدف يتمحور حول تشكيل وعي وثقافة لدى الطفل عسانا نحرّضه على الإبداع وتخليصه من تبعات الحرب وسموم أيّ فكر أصولي متشدد ربما يتسلّل إلى عقله بشكل من الأشكال كتبعية للحرب القاسية التي شنّت على بلادنا. لذا نأمل أن نسهم في إعادة إنتاج أجيال جديدة وفق مفاهيم متنوّرة قائمة على الفن». أما عما سيقدّمه المشروع للأطفال، فيشرح شاهين أن الختام سيكون «بإنتاج ثلاثة أفلام قصيرة يقوم الأطفال أنفسهم بكتابتها وتصويرها والتمثيل فيها. الغاية من كلّ ذلك عبارة عن حجر أساس لمجموعة أهداف استراتيجة متعلّقة بإعادة هيكلة فنية لجيل جديد». أما بخصوص المنهج الذي سيعتمد لتعليم الأطفال أساسيات السينما، فيشرح المخرج والمدير الفني للمشروع المهنّد كلثوم في حديثه لـ«الأخبار»: «الهمّ هو زراعة بذرة تذوّق السينما داخل كلّ طفل، وقد اخترنا أن تكون أعمارهم ما بين 10/ 15 عاماً على أن نعتمد مبدأ ينطلق من صناعة الفيلم القصير كونه مرتكزاً موضوعياً لبناء السينما». وفي ما يتعلّق بالمراحل العملية والخطوات الفعلية للتعليم، يضيف كلثوم «غالباً سنعمل على تعليم الأطفال كيفية صناعة حكاية بطريقة احترافية، وما هي الخطوات الأساسية حتى يتمكّن كل طالب من تصويرها سواء على كاميرا موبايل أو كاميرا عادية».

0 تعليق

التعليقات