صور | انتهت النقاشات في مكاتب منظمة «اليونسكو» في باريس، ولم توضع صور على لائحة «التراث العالمي في خطر». ويفترض أن ترسل المنظمة في ايلول المقبل فريقاً علمياً سيكشف على المدينة والمواقع، ويقدم تقريراً مفصلاً، ليحدد على أساسه إن كان هناك من خطر فعلي على موقع التراث العالمي. وهذا خبر يبشر أهل المدينة بالخير، وخاصةً ان الخلافات حول الآثار وصلت إلى السياسة، بين البلدية من جهة، ورئيسة الجمعية الدولية لحماية صور مهى الخليل من جهة أخرى. وكان الخلاف الأكبر، المتعلق بمبنى الصيادين في صور، الذي هدم مطلع العام الجاري، يدخل في إطار «مشروع الإرث الثقافي» الجاري تنفيذه في المدينة، والذي كان من المفترض استبداله بمبنى آخر. لم ينجز «المبنى الآخر»، لأنه يخالف المقومات الهندسية المطلوبة للمحافظة على «طابع المدينة».
وكشف نقيب الصيادين في صور، خليل طه، أن «الصيادين متجهون لاتخاذ خطوات تصعيدية إذا لم يبت سريعاً أمر ورشة بناء مبنى جديد للنقابة بديل عن المبنى القديم».
وبدأ تشييد مبنى حديث مؤلف من طبقتين على أنقاض القديم على رصيف ميناء الصيادين، عقب الهدم بأيام، ليضم مكتباً للنقابة ومقهى وسوقاً لبيع السمك، لكن الورشة سرعان ما توقفت بقرار من وزارة الثقافة، بسبب اعتراضات أطراف عدة ضد المبنى لأنه «يشيد على أنقاض المرفأ الفينيقي كسابقه، ويحجب الواجهة البحرية التي انكشفت بعد هدم القديم». الاعتراضات تحولت إلى «جدل»، دخلت فيه «الاعتبارات السياسية». وفي محصلة نزاع الأشهر السبعة الماضية، جرى التوصل إلى «تسوية» بين الشركاء في المشروع (بلدية صور ومجلس الإنماء والإعمار والمديرية العامة للآثار)، قضت بـ«تجميد استكمال بناء المبنى الحالي الذي شيدت طبقته الأرضية بانتظار تعديل التصميم الهندسي، بما يتلاءم مع الحفاظ على الواجهة البحرية وحصر مساحة الباطون على أنقاض الآثار البحرية الموجودة في محيط الميناء»، إلا أن «المماطلة» أثارت «غضب الصيادين»، الذين بحسب طه «تشتتوا في غياب مقر لهم تحت المطر شتاءً، وتحت حرارة الشمس في هذه الأيام». وأشار طه، إلى أن الصيادين «لا يكترثون إن كان المبنى مؤلفاً من طبقة أو اثنتين، المهم ان يشتمل على السوق والمقهى ومركز النقابة».
تجدر الإشارة إلى أن المعترضين «الأثريين»، على تشييد المبنى يستندون إلى تقارير لبعثات أجنبية، تؤكد أن «ميناء الصيادين الحالي والمبنى القديم أنشئا على أنقاض المرفأ الفينيقي الشمالي لمدينة صور الفينيقية»، وكان يعرف أيضاً بمرفأ «صيدون»، لأنه كان يستخدم للإبحار باتجاه مرفأ صيدا. وتشير المصادر التاريخية إلى أن «سفن البحارة التي جابت العالم انطلقت منه».