■ بدأت ولايتك بمعركة انتخابيّة شرسة ضدّ رئيس المجلس البلديّ السابق جوان حبيش. ما هو الوضع اليوم؟ هل من خلافات؟أفضّل عدم تسميتها معركة انتخابيّة، بل منافسة، لأنّنا نجد في المعركة الصديق والعدوّ. وفي العداوة بغض وكراهية وهما غير موجودين في قاموسي. أمّا المنافسة، فتكون، كما في الرياضة، فريق خاسر يهنئ الفريق الرابح. لهذا السبب لا أرى مطلقاً أن جوان حبيش عدوّ لي. لقد تنافسنا في الفترة الانتخابيّة، لكننا تصافحنا فور انتهاء الانتخابات، ولو فاز لكنت أوّل المهنّئين له، وخصوصا أنّني هنّأته عندما فاز برئاسة المجلس البلديّ في الولاية السابقة، ولكنت أحببت فعلاً أن تستمر صداقتنا إلّا أنّ كلّاً منّا منهمك في عمله.

■ كيف كان وضع المجلس البلديّ عند تسلّمكم إيّاه؟
كان المجلس البلديّ شبه مفلس، إذ كان في صندوقه مبلغ يقارب الـ300 مليون ليرة، وهو لا يكفي لدفع الرواتب والمصاريف لشهر واحد، وخصوصاً في ظلّ وجود التزامات كثيرة على البلديّة كان علينا استكمالها. لذلك حصرنا النفقات، وحصلنا على حقّنا من الجباية من المواطنين، انطلاقاً من إيماننا بمنع التفريط منعاً باتاً بالمال العام. ولقد استطعنا بناء الثقة بيننا وبين المواطنين الذين شعروا بالشفافيّة التي نتصرّف على أساسها.

■ كيف تردّون على الكلام الذي يتّهمكم بالاهتمام بناخبيكم دون سواهم؟
هذا الكلام غير صحيح. فمدينة جونيه نظيفة بكلّ شوارعها وأحيائها وكلّ المناطق تصرف لها الأموال من دون اسثناء، ومن دون أي تمييز بين المواطنين.

■ ما هي أبرز المشاريع التي أنجزها المجلس البلديّ حتّى اليوم؟
العمل البلديّ استمراريّة، لقد ورثنا التزامات سابقة انتهينا منها نهاية العام الماضي. إذاً نحن نعمل فعليّاً منذ نحو سنة، نستكمل عدداً من المشاريع، منها الصيانة، تنظيف المدينة، وقد تعاقدنا لأجل ذلك مع شركة Servicorp الخاصّة ضمن الأطر القانونية، ويمكنكم معاينة النظافة في المدينة وملاحظة الفرق بين جونيه وجوارها من حيث النظافة. هذا وهدمنا بناءً غير شرعيّ قرب شارع الـATCL، وحوّلناه الى مواقف للسيّارات على أن يصبح حديقة عامّة. وقد جاء الهدم تنفيذاً لقرار إداريّ بغطاء أمنيّ وقانونيّ. كذلك استملكنا مبنى في ساحة جونيه لهدمه، وأرضاً في حارة صخر لتحويلها الى موقف للسيّارات. ونعمل على تلزيم المنطقة الخضراء في جونيه والممتدّة على مساحة 14 ألف متر مربّع، على أن تضمّ حديقة عامّة، طريقاً للمشاة وآخر لهواة الدرّاجات الهوائيّة. فكما يوجد في لندن هايدبارك، سيكون لنا هايدبارك في جونيه، يمتدّ من منطقة التلفريك حتّى ملعب فؤاد شهاب تقريباً. ونعمل في الإطار عينه على تأهيل طرقات جونيه جميعها. هذا وصدر استملاك لمنزل الرئيس فؤاد شهاب، وتقوم لجنة تضمّ ممثلين عن البلديّة وعن مؤسسة فؤاد شهاب بالمتابعة مع الدولة اللّبنانيّة لاستكمال المشروع، ليكون مركزاً يعرّف عن ثقافة الدولة والمؤسسّات وعن تاريخ الجيش اللبناني والتنشئة العسكريّة، إلخ. ومن المتوقّع أن ينتهي العمل فيه بعد نحو سنتين.

■ كيف ساعدتك مهنتك كمهندس في رئاسة المجلس البلديّ؟
درست الهندسة وإدارة الأعمال، لكنّني عملت في ادارة المؤسسات الصناعيّة أكثر من العمل في الهندسة الفنية. الصناعة تعلّم النظام والتعامل مع المواطنين وأصول الإدارة وطريقة تنفيذ المشاريع، وهذه أمور نحتاج إليها في رئاسة المجلس البلديّ، لكن الفرق يكمن في الحرية المطلقة التي يتيحها القطاع الخاصّ في التصرّف، فيما يلزم القطاع العامّ الالتزام بالنظام المركزي الشديد الذي يحدّ من العمل البلديّ. وبعدما أدرت لسنوات مصانع ونحو 10 آلاف موظف، اتّخذت قراراً بخدمة الخير العامّ، وهو المفهوم الذي يجب إدخاله على نحو جذريّ الى Software الشعب اللّبنانيّ بحيث يكون لكلّ فرد منّا دين من حياته يفيه لخدمة الخير العامّ.

■ ماذا عن الجهاز الفنّي في البلديّة الذي كشف على الأبنية القديمة في جونيه بعد كارثة انهيار مبنى فسّوح؟
طلبنا من المواطنين أن يقدّموا الطلبات للكشف عن منازلهم إذا كانت تعاني أيّ خلل. بدورنا، كشفنا على مدرسة صربا الرسمية، فتبيّن أنّ حالتها جيّدة، وإن كانت تواجه مشكلة في تدفّق المياه من حولها، ونحن نعمل على معالجة الموضوع، لكن التقرير النهائي بعد الانتهاء من الكشف يصدر عن الجهاز الفنّي في البلديّة، علماً أن الجهاز الفنيّ في البلديّة يضمّ مهندسين من البلديّة، ونستعين أحياناً بمهندسين من الخارج.

■ كيف تؤمّنون التمويل للصندوق البلديّ؟
يقتصر التمويل في الفترة الراهنة على الجباية، وإن كانت الأموال لا تكفي طموحاتنا، على أمل أن يفرج عن عائدات البلديّات التي هي في حوزة الدولة. هذا ونتواصل مع السفارات الأجنبيّة في لبنان للحصول على تمويل منها لعدد من المشاريع، من دون النجاح في ذلك حتّى الآن.

■ أحد شعارات مجلسكم البلدي: «من واجبنا أن نصحح، أن نقهر الظلام، أن نلغي زمن الانحطاط»، كيف تطبّقونه؟
الشمعة الواحدة تقهر أكبر ظلام، نريد أن نقهر الظلام، وأن نتوقّف عن «النقّ». نريد أن ننسى أنّ الدولة من حولنا هي دولة «معوقة»، لأنّ السياسيّين يهدرون الوقت بأمور غير مهمّة، ويستنزفون العمل البلديّ بإلهائه بحلّ أمور ليست من اختصاصه، كمثل تسعيرة اشتراكات المولّدات الكهربائيّة وغيرها من الأمور.

■ كيف تعزّزون موقع جونيه البيئي؟
الأهمّ بالنسبة إلينا أن نزيد من نسبة الحدائق في المدينة. أمّا التحدّي الأكبر، فهو في إبقاء جبل حريصا أخضر، ونحن نعمل بالتعاون مع البطريركيّة المارونيّة على إعادة زرع الحرج قرب الصرح البطريركيّ في بكركي، وخصوصاً أنّ الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير وهب مليوني متر مربع في المنطقة لتكون محميّة تديرها بلديّة جونيه وتهتمّ بها. بالنسبة إلى جبل حريصا، يمنع القانون المالكين فيه من البناء. نحن مع تطبيق القانون ومع منع البناء، على أن تقدّم تعويضات لهؤلاء، ونعمل حاليّاً على معالجة الموضوع تمهيداً لإيجاد حلّ عادل للجميع، كما ألزمنا كلّ طالب ترخيص لبناء في جونيه بألا يُلحظ في البناء مستودع، وألّا تعطى له الرخصة لأنّ المستودع يجب أن يستخدم بالدرجة الأولى مواقف للسيّارات على أن تكون مواقف محرّرة.
■ ماذا عن موقع جونيه السياحيّ؟
جونيه تقع على البحر، فيها الكثير من المنتجعات السياحيّة والفنادق، وتملك كامل المقوّمات لتكون مدينة سياحية بالدرجة الأولى، وخصوصاً إذا جرى تأهيل السوق القديم فيها، وهو مشروع قيد الدرس. السوق اليوم مشوّه وتقوم مبادرات خاصّة لترميم المحال فيه بتسهيل من البلديّة وإشرافها. ونعمل على إقفال منطقة جونيه القديمة أمام السيّارات، على أن تنفّذ فيها طريق للمشاة، وآخر يصلها بالبحر. هذا إلى جانب مشروع تأهيل الواجهة البحريّة، الذي ننفّذه مع وزارة الأشغال العامّة والنقل ومع التنظيم المدنيّ لتأهيل الشاطئ، الذي سيتيح لأبناء جونيه أن يرتادوا البحر، وأن يلمسوا رمل شاطئ جونيه من دون ضرورة إلى أن يتوجّهوا إلى المنتجعات الخاصّة، مع عملنا كمجلس بلديّ على تطوير المنتجعات الخاصّة في الوقت عينه.

■ ماذا عن «فورة» الحانات في السوق؟
صحيح، لقد ظهرت الحانات بسرعة ويصل عددها إلى نحو 20 حانة في السوق، ونحن نعمل اليوم على تنظيمها من ناحية الموسيقى، الضجيج، استعمال الأرصفة ووقت إقفالها.

■ كيف تحقّقون التواصل مع المواطنين؟
في المبنى البلديّ مكتب للمواطن وخط ساخن لاستقبال الشكاوى، كما أنّ بابي مفتوح للجميع. هذا ويشارك متطوّعون وأعضاء من الجمعيّات الأهليّة في الإعداد لمهرجانات جونيه، التي تتطوّر عاماً بعد عام، وتنظّم خلال فترة الصيف إلى جانب مهرجانات نحييها بمناسبة الأعياد.

■ ماذا عن موقع جونيه السياسيّ؟
«أنا منّي سياسي وما بشتغل سياسي»، ولم أصل الى المجلس البلديّ لأنني أمثل سياسة معيّنة، لا أمثّل تيّاراً سياسياً معيّناً، ولست مرتهناً لأيّ منهم. لقد أتيت بالتوافق إلى الرئاسة، ومجلسنا البلديّ يمثّل القوى السياسية كلها. البلدية مؤسسة أهلية تخدم المواطنين، وبالنسبة إلينا فإنّ تزفيت الطريق وتأهيل الرصيف لن يحلّا مشكلة الشرق الأوسط ولا مشاكل مجلسي الوزراء والنوّاب. نحن هنا لتنفيذ مشروع إنمائي أهلي، ليس لديّ مشروع سياسي لهذا السبب، بابي مفتوح أمام الجميع، وأستقبل الأفرقاء السياسيين جميعهم.

■ هل تطالبون بتحقيق اللامركزية الإداريّة؟
المجلس البلدي منتخب من الشعب، والأخير هو أقوى من السلطة، وعندما يعطي الشعب ثقته للمجلس البلدي فهذا يعني أنّ المجلس هو سيّد نفسه، كما المجلس النيابيّ هو سيّد نفسه. البلديات تخضع لسلطة الوصاية من القائممقام، المحافظ، الوزارة ومن المراقب المالي، الذي يمكنه أن يرفض أيّ عملية بلدية، من هنا نسأل أين سلطة المجلس البلديّ؟ هل يجوز أن تكون هنا سلطة منتخبة من الشعب وفوقها سلطة أخرى يجري تعيينها؟ مع العلم أنّ الرقابة ضروريّة على الجسم المنتخب وعلى الدولة إرسال مراقبين ماليين إلى البلديّات للتدخل في حالات الهدر والسرقة. وأحب أن أختم بالقول إننا نسعى الى تحويل بلديّة جونيه الى بلدية إلكترونية بحيث ينجز المواطنون معاملاتهم إلكترونيّاً على أن تعمد الدولة بدورها إلى مكننة المعاملات.



هل من ثلث
معطّل داخل المجلس البلديّ؟ يجيب افرام: عندما اتفقت مع أعضاء للمجلس البلديّ وهم من مختلف القوى والألوان السياسيّة، تعاهدنا على أن لا تكون لنا أجندة سياسية. نحن نشجع الاختلاف بالرأي من دون تعزيز الخلافات. لم يكن باستطاعتي تحقيق هذا الأمر وحدي لولا التزام أعضاء المجلس به.