حسن عليقأوقفت دورية من مفرزة بيروت القضائية الضابط في حركة فتح ماهر السعدي في منطقة السان جورج ببيروت يوم الجمعة الفائت. وأوقِف مع السعدي اثنان آخران من «فتح»، أثناء مرورهم صدفة على حاجز للمفرزة المذكورة، بحسب ما أكّد مسؤول أمني مطّلع لـ«الأخبار». وقد تبيّن لأفراد الحاجز أن في حوزة الموقوفين مسدسات حربية، فأوقفوهم، ليتبيّن أن أحد المسدسات كان ملقّماً. وقد أبرز السعدي في بادئ الأمر بطاقة لاجئ فلسطيني مزوّرة، إلا أن معلومات أمنية توفرت للجيش اللبناني (الذي زوّد بها الأمن الداخلي) أدّت إلى كشف هويته الحقيقية. وبعدما طُلِبَت «نشرة» السعدي، تبيّن أنها مؤلفة من 14 صفحة، ويوجد بحقّه نحو 40 خلاصة حكم غيابي بجرائم تأليف عصابة مسلحة وسلب ومحاولة قتل وتزوير ونقل سلاح وسرقة سيارات.
تجدر الإشارة إلى أن السعدي هو مسؤول مجموعة تابعة لكتيبة اللينو في حركة فتح في مخيم عين الحلوة، وتتمركز مجموعته بالقرب من مخيم الطوارئ حيث معقل «عصبة الأنصار الإسلامية». وكان والده قد قتل في أيلول الماضي على أيدي مسلحين مجهولين في حي المنشية بالمخيم المذكور، عقب مقتل محمد البقاعي، أحد أفراد تنظيم «جند الشام».
وذكر العقيد محمد عيسى (اللينو) لـ«الأخبار» أن «ماهر السعدي كان حتى عام 2004 مقرّباً جداً من عصبة الأنصار الإسلامية ومن تنظيم جند الشام، مشيراً إلى أن الأخير «كان أحد المخبرين العاملين لحساب حركة فتح في أجواء التنظيمات الإسلامية، وقد ساهم في كشف مخططات لتنفيذ عمليات إرهابية عام 2003، أحبطتها القوى الأمنية اللبنانية بعدما أبلغها المعنيون في فتح بذلك. وكان له دور في استدراج اليمني معمر العوامي (ابن الشهيد) إلى خارج مخيم عين الحلوة»، علماً بأن الأخير أحيل في ذلك الوقت على القضاء العسكري وأدين بتهمة الانتماء إلى تنظيم «القاعدة» والارتباط بأيمن الظاهري، والتورط بالتفجيرات التي استهدفت مطاعم ومؤسسات تجارية تحمل أسماء أميركية.
وأشار مصدر أمني لبناني مطلع إلى أن ماهر السعدي متعاون جداً خلال التحقيق الذي يجري معه حالياً، وأنّه ادّعى أنه كان في مخيم برج البراجنة حيث اشترى المسدسات الثلاثة لحساب سلطان أبو العينين. إلا أن مسؤولاً فتحاوياً أكّد عدم وجود أي علاقة بين السعدي وأبو العينين، وخاصة أن الأول محسوب على المسؤول الفتحاوي محمد عيسى (اللينو) الذي لا تربطه علاقات طيبة بأمين سر حركة فتح في لبنان اللواء سلطان أبو العينين.
وتوقع مصدر أمني لبناني أن يُحال الموقوفون الثلاثة إلى فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، ومن ثم على استخبارات الجيش للتحقيق معهم.