مرة أخرى، الشبان المجانين لم ينسوا غزة». بهذه العبارة يبدأ شريط «lmostkbal with gaza 2» (المستقبل مع غزة 2) الذي يمثّل تحية للقطاع المحاصر. وقد أعدّ الشريط ثلاثة شبان ينتمون على ما يبدو إلى تيار المستقبل ويريدون أن يؤكدوا أنّهم لم ينسوا أن يتضامنوا مع إخوانهم في فلسطين المحتلة.وإذا كان المشاهد يتوقع أن تمرّ به كلّ مشاهد الدمار والقتل والجثث والأشلاء التي يمكن توقّعها في أي شريط تضامني مع شعب قطاع غزة المحاصر، فسيصاب بخيبة أمل كبيرة أو قد يرتاح لإعفائه من مشاهد الدم المتكررة. إذ إنّ الشبان الثلاثة لم يضمّنوا شريطهم أية مشاهد من الحرب الإسرائيلية على القطاع خلال أسابيعها الثلاثة.
إذاً، آثر الشبان تجنيب المشاهدين منظر الدم وتضامنوا مع غزة عبر لبس الكوفية. فنشاهد في البداية أحدهم وقد غطى وجهه بكوفية حمراء. ويبدو أنّ الشريط قد صُوِّر في أحد المحالّ أو المستودعات، إذ تظهر في طرف الصورة صناديق مستحضرات التنظيف المنزلية بعضها فوق بعض.
على وقع إحدى أغاني التضامن العربية الكثيرة، تتوالى صور الشبان. أحدهم لثّم وجهه بقماش أسود وأدى دور الضحية التي يحاول شاب آخر خنقه (!). ثم تتوالى صور الشبان الثلاثة يستعرضون قاماتهم، ويرسمون إشارة النصر لينتهي الشريط على عبارات «تعاطف مع غزة، كلنا مع غزة، تضامن مع غزة». لكن في خضم هذا التضامن والتعاطف الكبري نسي الشبان أن يمرروا صورة واحدة لكوفية فلسطينية سوداء.