جهاد السيدلو أنّ جهابذة الماكينات الانتخابية اللبنانية، بمواليها ومعارضيها، يستبدلون سياسات الرشوة القذرة في كل موسم انتخابات باستثمار أموالهم في إنشاء فرص عمل جديدة يستوعبون فيها ولو جزءاً بسيطاً من المغتربين الذين يكلفونهم في كل موسم مئات آلاف الدولارات، (مصاريف سفر إلى لبنان للاقتراع)، لكانوا جادّين بالفعل في ما يقولونه عن بناء الدولة. خلق فرص عمل لبعض المغتربين الذين ينوون العودة خطوة بحدّ ذاتها، إذا ما تعززت بتعميم ممارسة الانتخاب من طريق السفارات للمغتربين في بلاد الشتات، تعزّز مقولة بناء الدولة، وتعطي من يطالب بالدولة صدقية غير موجودة اليوم. أمّا أن يلجأ هذا الطرف أو ذاك إلى دفع المبالغ الطائلة لكسب أصوات المغتربين والمهاجرين، فهو العار بحد ذاته، وهو المنطق الذي يكرّس سياسة الفساد والرشوة ويبتعد بنا أكثر فأكثر عن مقولة يكررها الموالون والمعارضون يومياً بكذب ونفاق عن بناء دولة لم تكن يوماً أكثر من مزارع طائفية وإقطاعية.