ملاك عوّاداعتاد من يجول في باحات الجامعات مشهد شابّ يمسك يد صديقته، أو آخر يتسامر مع أصحابه إلى جانب فتاة تذاكر. وبات من الغريب الوقوع على من يقرأ الصحيفة أو حتى يحملها بيده! وذلك رغم وجود أكشاك تبيع الصحف للطلاب بأسعار تشجيعية في معظم الجامعات. أما السبب؟ فضيق الوقت «ما عندي وقت خلّص درسي! بدي اقرا جريدة؟»، كما يقول جهاد، طالب الهندسة، أو الهروب من «السياسة ووجع الراس»، كما تقول رولا.
أما إذا وقعت جريدة بين أيدي الطلاب، فالأبراج تكون هي المبتغى. بينما تحتل صفحات التسالي والرياضة المكانة «الأكثر أهمية، لأنها ممتعة وتخلو من التوتر» كما يجمعون.
يرى طالب الصيدلة محمد أنّ الصحيفة فيها «لت وعجن كثير وأخبارها بائتة» والأفضل بالنسبة إليه أن يشاهد نشرة الأخبار. أما الطالب في الجامعة الأميركية، روني، فيقول إنّ ثمن الصحيفة لا يناسبه. «حتى لو ثمنها 500 ليرة، بدل 4 جرائد بدفع تاكسي»، يقول ممازحاً.
يقرأ آخرون الصحف ولكن بطريقة متقطّعة. منهم من ينتظر مقالات صحافيين معيّنين، على غرار زينب. أما علي، طالب إدارة أعمال، فيطالع صفحات الاقتصاد والعقارات. من جهتها، تتابع كاتيا الصحف وفق أهمية الأخبار: «هلق كل يوم بقرا جريدة لأعرف شو عم يصير بالتحالفات الانتخابية». أما الطالب الفلسطيني أحمد، فيطالع يومياً كل ما له علاقة بالقضية الفلسطينية والعدو الإسرائيلي.
لكن معظم الطلاب يكتفون بالعناوين لينتقلوا مباشرة إلى الرياضة أو إلى الصفحة الأخيرة، وجميعهم يكتفون بعشرين إلى ثلاثين دقيقة في اليوم لتصفح الجريدة.
في معقل الصحافة، كلية الإعلام والتوثيق ـــــ الفرع الأول، لا كشك لبيع الصحف. عوضاً عنه، تعير مكتبة الجامعة الصحف للطلاب. لكن داخلها، يلفتك اكتظاظ زاوية الكمبيوترات وفراغ زاوية قراءة الصحف. ومن بين 246 طالب صحافة استعار أربعون منهم خلال يومي الأربعاء والخميس الماضيين الجريدة. تلخّص الطالبة في الكلية ريان السبب «ما عندي هواية الجرائد». إذ إنّ الكثير من طلاب الصحافة يهدفون إلى بلوغ الشاشة الصغيرة لا غير، ما لا يتطلب سوى حيازتهم الطلّة البهية وطلاقة اللسان، كما يرون.