العاصفة تنفرج اليوم
ينحسر، اليوم، المنخفض الجوي، الذي كان قد أدى إلى طقس عاصف ومثلج مع أمطار غزيرة ألحقت أضراراً بالممتلكات والمزروعات. وقد توقّعت مصلحة الأرصاد الجوية أن يكون الطقس صباحاً غائماً مع أمطار خفيفة وتساقط الثلوج على 1200 متر فجراً، على أن يتحسن تدريجاً خلال النهار مع انفراجات واسعة. أما في الشمال، فيتوقع عودة الأمطار الخفيفة بعد الظهر، لتصحو ليلاً، ويوم الجمعة يكون الطقس غائماً جزئياً، بسُحب مرتفعة مع ارتفاع في درجات الحرارة.
وأوضح د. ميشال إفرام، رئيس مصلحة الأبحاث العلميّة والزراعية في تل عمارة ـــــ رياق، لـ«الأخبار» أن المنخفض الجوي القادم من أوروبا الشرقية عبر اليونان سيبقى مسيطراً، حتى مساء الغد (اليوم)، على أن تتجدّد العاصفة مساء السبت المقبل لثلاثة أيام أخرى، حيث ستتساقط الثلوج على ارتفاع 1400 متر عن سطح البحر.

الأمطار تخلف اضراراً زراعية والمازوت مقطوع

أبدى أهالي قرى منطقة السهل، الواقعة على الضفة اللبنانية لمجرى النهر الكبير، تخوفهم من فيضان مجراه من جديد بسبب غزارة الأمطار، بعدما بلغ ارتفاع منسوب المياه فيه 6 أمتار تقريباً. وشكا مالكو بساتين الحمضيات وضامنوها من أضرار بالغة بثمار الحمضيات، فيما غطت الثلوج مرتفعات القموعة وجبل عروبة وشير الصنم في غابة كرم شباط.
ومن الشمال إلى الجنوب، حولت الأمطار الغزيرة طريق صيدا ـــــ صور (خالد الغربي)، إلى مستنقعات، فأقفلت بعض العبّارات بالأتربة والأوساخ والحجارة التي جرفتها الأمطار. وفي محلة الزهراني طمرت المياه بعض المحال الصناعية، بينما فتح عمال بلديون عبّارات في أكثر من نقطة على أوتوستراد صيدا بيروت، ما سبّب زحمة سير خانقة، أعاقت وصول المواطنين إلى مراكز أعمالهم في العاصمة. وفي صور، أوقعت العاصفة أضراراً في المزروعات، وخصوصاً البساتين والخيم البلاستيكية، ما أدى إلى خسارة موسم بكامله. وانقطعت الطريق في كفرتبنيت (النبطية) جرّاء سيول جارفة، ما سبّب تعطّل عدد من السيارات، ودفع بجرافات الدفاع المدني إلى تحويل المياه إلى مسارب على جوانب الطريق، وانتشال السيارات المعطّلة. وفي حاصبيا (عساف أبو رحال)، تواصَل هطول الأمطار الغزيرة، ما أدى إلى خروج مجرى الحاصباني عن مساره نحو البساتين المجاورة، محدثاً أضراراً فادحة. وفي المرتفعات والقرى الجبلية، لم يكن وقع العاصفة أخف، فقد أدت الرياح الشديدة إلى قطع التيار الكهربائي، الذي أعاد عمال مؤسسة الكهرباء وصله، وسُجل انهيار محدود للأتربة والحجارة على الطريق الفرعي المؤدي إلى ثانوية الكفير الرسمية، وفي بلدة كفرشوبا. وتحوّلت شوارع المنطقة الحدودية (داني الأمين) إلى برك مياه كبيرة، أسهمت في انقطاع عدد من الطرقات في الأودية المنخفضة، كما أدّت الأمطار إلى جرف الأتربة والصخور. ففي وادي السلوقي، غمرت المياه الطريق العام، الذي يصل عدداً من البلدات بعضها ببعض، وهذا ما حصل أيضاً في بلدة كونين، في قضاء بنت جبيل، إذ ارتفع مستوى المياه في الشارع العام الرئيسي المؤدي إلى المدينة إلى ما يزيد على نصف متر. وقد تضرّر بعض الأهالي من انهيارات عدد من الجدران. ولم تشهد بنت جبيل، هذا الكمّ الهائل من الأمطار منذ أكثر من عشرين عاماً، لذا فقد تعود الينابيع القديمة إلى التدفّق من جديد، وسيسهم ذلك في تطهير التربة من المواد الكيميائية والمبيدات السّامة، ما يقضي على تلوّث الخضار المزروعة. وفور توقف المطر سيقصد الأهالي بركتَي البلدة الرئيسيتين لمعرفة نسبة المياه الهاطلة، والاطمئنان إلى الموسم الزراعي، بعدما عانوا في الأعوام الماضية الكثير من شحّ المياه، وعدم امتلاء البرك، ما اضطرّهم إلى شراء المياه من أصحاب الآبار الارتوازية لريّ مزروعاتهم، وهذا مكلف جدّاً. الوضع لم يكن مختلفاً في البقاع الغربي والأوسط (فيصل طعمة)، فقد قُطعت أكثرية الطرقات البقاعية، ليس بسبب الثلوج هذه المرّة، بل بسبب مياه الأمطار، التي غمرت الطريق الدولية بمسافة لا تقل عن 50 متراً عند بلدة تعنايل في البقاع الأوسط، كذلك طريق «الفيضة» التي تربط برالياس والبقاع الغربي بمدينة زحلة، بسبب ارتفاع منسوب المياه، الذي تجاوز متراً. ويُتوقع أن يزداد الأمر سوءاً مع استمرار هطول الأمطار، فيما فاضت الأنهار البقاعية (الليطاني، الغزيل، البردوني والفارغ)، وغمرت العديد من الأراضي الزراعية في بلدات برالياس، تعنايل، المرج، وحوش الحريمة. وفي منطقة راشيا الوادي (أسامة القادري)، سبّب تساقط الأمطار والفيضانات التي شملت الطرق والسهول المنخفضة، انهيار جدران الدعم على جوانب الطرقات الرئيسية والفرعية، وتسرّب المياه إلى المنازل والمتنزّهات في منطقة ضهر الأحمر والمحيدثة وجب فرح، إضافةً إلى غرق منازل في بلدة كفردينس.
اللافت أنّه في ظل اشتداد العاصفة، قطعت محطات الوقود المازوت الأحمر المدعوم من الحكومة، ليتوافر في محطات معيّنة بسعر 20 ألف ليرة للصفيحة الواحدة.