رامي زريقيقترب أسبوع الفصل العنصري الإسرائيلي من نهايته في بيروت وفي بلدان كثيرة حول العالم. مثّل هذا الحدث فرصة لدعم عمل شبكات المقاطعة (BDS) التي أصبحت سلاحاً سلمياً أساسياً وفعالاً في مواجهة النفوذ الصهيوني في مجتمعات الغرب وبلدانه. في المقابل، وبالتزامن مع الأسبوع، شنت إسرائيل حملات مضادة، أهمها حملة التشجيع على شراء السلع الإسرائيلية BUYCOTT وهي تحوير لكلمة BOYCOTT أي مقاطعة بالإنكليزية، بينما دعت المدونات الإلكترونية الداعمة للكيان الصهيوني لزيادة استهلاك المنتجات الإسرائيلية. وبإشارة واضحة إلى الاهتمام الذي يناله أسبوع الفصل العنصري عالمياً، غطت الصحافة الإسرائيلية عدداً من الندوات التي نظمت خلال هذا الحدث، مستهزئة تارة بضعف الإمكانيات وبضآلة تأثير حملات المقاطعة على الاقتصاد الإسرائيلي، ومبدية، تارة أخرى، قلقها بشأن تدهور الصورة النموذجية التي بنتها البروباغندا الصهيونية عبر السنوات.
ومن المثير للاهتمام أن صحيفة جيروزالم بوست قد ارتأت، للمناسبة، نشر معلومات عن حجم التبادل التجاري الخفي بين الكيان الصهيوني والبلدان العربية، وخاصة بلدان الخليج، الذي ترتفع قيمته إلى أكثر من 400 مليون دولار سنوياً، أي أكثر من مرتين ونصف مرة من قيمة التبادل التجاري العلني بين إسرائيل ومصر والأردن. ويبدو، بحسب الصحيفة نفسها، أنه يُصدّر بعض هذه البضائع، بشهادات منشأ لبنانية مزورة، تحمل ختم الدولة اللبنانية، يؤمنها «عرب من أصول لبنانية» يعيشون في إسرائيل، وأن هناك بواخر تبحر من ميناء حيفا إلى ميناء بيروت. طبعاً، يمكن أن يكون هذا الكلام جزءاً من البروباغندا الصهيونية ومن الحرب النفسية، سلاح الكيان الصهيوني المعهود، ولكن، ماذا لو كان جزء ولو بسيطاً منه، صحيحاً؟