يعدّ موقع حمى كفرزبد أحد أبرز إنجازات المجلس البلدي القديم في كفرزبد. إنجاز يرفض أصحابه أن يتخلوا عنه أو يسمحوا لأعضاء المجلس الجديد الإطلالة منه
زحلة ــ نقولا أبو رجيلي
لا تزال تداعيات نتائج الانتخابات البلديّة في بلدة كفرزبد تلقي بظلالها على انطلاقة عمل المجلس البلدي الجديد. ويحمّل الأخير المسؤولية للفريق الذي لم يحالفه الحظ بوضع «العصي بالدواليب»، فيما ينفي الطرف الآخر هذه الاتهامات وينتقد الطريقة الكيديّة التي يتعامل فيها بعض أعضاء البلديّة مع خصومهم من أبناء البلدة. آخر فصول هذه الخلافات تمثّل بمنع عدد من الشبّان رئيس المجلس البلدي الحالي وأعضاءه من دخول موقع الحمى الذي يقع جنوب البلدة بالقرب من نبع شمسين الأسبوع الماضي، ما استدعى تدخل الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي لإعادة الأمور إلى طبيعتها. وفتح شبان آخرون المياه على روّاد المكان لمنعهم من المكوث فيه، وكأنهم يقولون إنه لا يحق للمواطنين التمتع بما أنجزته البلدية السابقة. في المقابل لم تمرّ خطوة البلدية الحالية التقليل من عدد المطبات الموجودة في البلدة، مرور الكرام، إذ وصف مناوئو المجلس الجديد هذا التحرّك بالكيدي.
رئيس البلديّة عمر الخطيب وصف ما يحصل لـ«الأخبار» بأنه ليس إلا «فشة خلق ومحاولة يائسة لعرقلة انطلاقة عمل المجلس الجديد، الذي اتفق أعضاؤه على انتهاج سياسة النفس الطويل في انتظار أن تهدأ النفوس، وتعود الأمور إلى مسارها الطبيعي بين أبناء القرية الواحدة». وفي ما خصّ الحمى، أشار الخطيب إلى أنه تمنّى على أعضاء المجلس حصر الموضوع به وتحييده عن التجاذبات والمناكفات، يضيف أن «ذلك كلّه كان بهدف الابتعاد عن الكيديّة، بدليل عدم الاستغناء عن رئيس وأعضاء لجنة دعم الحمى، الذين جهدوا ونجحوا منذ إنشاء الموقع عام 2004، بالقيام بواجباتهم على أكمل وجه، كما أننا لم نستبدل الحارسين المكلفَيْن بحماية الموقع، لا بل رفعنا راتبهما من 500 إلى 750 ألف ليرة لبنانيّة، وذلك بعيداً عن الحسابات الانتخابيّة الضيّقة».
ورفض الخطيب الدخول في تفاصيل ما جرى في الموقع، متمنّياً على جميع أبناء بلدته، «التحلي بروح المسؤوليّة، والعمل لما فيه مصلحة البلدة، وبالأخص الحفاظ على الموقع ومنشآته»، الذي اعتبره «من أهم الإنجازات التي حققها المجلس البلدي السابق، بالتعاون مع جمعية حماية الطبيعة في لبنان، وبدعم مادي وتقني من جمعيات بيئيّة إقليميّة وأجنبيّة يجري التواصل معها من أجل ديمومة العمل وتحسين أوضاع موقع الحمى من مختلف النواحي».
وعلمت «الأخبار» من مصادر مقرّبة من رئيس البلديّة، أن هذا الأخير، بعدما علم بمحاولة عدد من الشبان منع أعضاء المجلس من الدخول إلى الموقع (الأحد الماضي)، اتصل بضباط من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، طالباً إرسال دوريات لتفادي الإشكالات. وقبل وصول الدوريات إلى المكان، غادره المعترضون بعدما أطلقوا التهديدات بإعادة الكرة، وذلك بحسب ما جاء في مضمون عريضة الدعوى القضائيّة التي تقدمت بها البلديّة، وأحيلت إلى فصيلة درك رياق لإجراء التحقيقات اللازمة ومخابرة القضاء بالنتيجة.
وكانت البلديّة قد تقدّمت باستدعاء ضد عدد من الأشخاص، تقع منازلهم في منطقة السنوح، تتهمهم فيه بالقدح والذم وعرقلة أعمال البلديّة، من خلال التهجّم على الفنيين والعمال المكلفين بإزالة التعدّيات عن شبكة مياه الشفة. وهذا ما ينفيه أهالي الحي، الذين يتهمون البلديّة بدورهم بقطع المياه عن منازلهم عمداً.
إشارة إلى أن إشكال الحمى، دفع برئيس جمعية حماية الطبيعة في لبنان أسعد سرحال، إلى زيارة بلديّة كفرزبد للوقوف على حقيقة الأمر والعمل على معالجة الموضوع، وكان سرحال قد قام بزيارة إلى بلدية واجتمع بأعضاء مجلسها متمنياً عليهم مواصلة التعاون لما فيه مصلحة الحمى، الذي أدرج اسمه من بين المناطق الطبيعية الهامة في لبنان.