تسابق بعض الجمعيات الشبابية اللبنانية الوقت للقيام بنشاطات قبل 12 آب المقبل، تاريخ انتهاء السنة الدولية للشباب كما أعلنتها الأمم المتحدة
محمد محسن
في تشرين الثاني من العام الماضي، اجتمع 9 شبّان من مختلف المناطق لتأسيس جمعية شبابية لبنانية، بأبعاد عالمية. وجدوا ضالتهم على الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة، وتحديداً في قسم الشباب المدرج في خانة «الفيدرالية الدوليّة لجمعية الأمم المتحدّة». اليوم، ستطلق «جمعية شباب الأمم المتحدة في لبنان» ورشة عمل بعنوان «خطوة خطوة لتعليم إنتاج الفيلم الوثائقي». والورشة هي باكورة نشاطات تحدد خريطة عمل الجمعية: ورش عمل وتشبيك مع الجمعيات الشبابية الأخرى لإشراك الشباب وتمثيلهم في الحقل العام «خصوصاً بعد بوادر مشاركة ظهرت في الانتخابات البلدية الأخيرة» كما تقول رئيسة الجمعية فرح عبد الساتر.
نظرياً، ستروّج الجمعية لمفهوم «Youthocracy» أو «ديموقراطية الشباب» بالعربية. هكذا، تنطلق عبد الساتر شارحة طريقة عمل الجمعية، التي «لن تضيف وعوداً جديدة للشباب، بل يكمن همّها الأساسي ضمن الخطة المتوسطة الأمد في «تحقيق الوعود التي أطلقتها الجهات الرسمية في برامجها». فأخيراً، بدأت بعض الدول العربية تشهد تعاوناً بين وزارات الشباب والرياضة وجمعيات مماثلة. تنطلق عبد الساتر من هذه النقطة، لتؤكد أن الجمعية «ستطرق باب وزارة الشباب والرياضة لطلب تمويل بعض المشاريع الشبابية ذات الطابع الاجتماعي». من جانبه، يؤكد مصدر مسؤول في الوزارة لـ«الأخبار» أن عملية التمويل تحتاج إلى شرطين: الأوّل، هو حصول الجمعية على ترخيص من وزارة الشباب والرياضة. أما الثاني، فهو ضرورة أن تكون مشاريع الجمعية شبابية وتوعوية. لكن ذلك لا يمنع من تجديد السؤال عن مصادر التمويل الحالية. على الموقع الإلكتروني ما زالت خانة التمويل قيد الإنشاء، إلا أن عبد الساتر تؤكد أن التمويل حالياً يقتصر على مصدرين: الأول هو أعضاء الجمعية، أمّا الثاني فهو شخصيات مهتمّة بالشؤون الشبابية في لبنان.

ستطرق الجمعيّة باب وزارة الشباب للتمويل
سؤال آخر يطرح عن توجهات الجمعية، وخصوصاً أنها تتبنّى شعار الأمم المتحدة. هل هي ملتزمة بـ«سياسة» الهيئة العامة للأمم المتحدّة؟ تؤكد عبد الساتر أن للجمعية «أهدافاً شبابية واجتماعية فقط، ولا علاقة لها بالسياسة». تضرب مثالاً على موقف الجمعية بعد حادثة أسطول الحرية في بداية حزيران، إذ «وضعنا شارة حداد على موقعنا الإلكتروني. نحن نقف إلى جانب كل تحرك شبابي وإنساني» تقول.
بالعودة إلى مواضيع ورش العمل، يشير المسؤولون في الجمعية إلى أنّ كل شهر سيشهد ورشتي عمل تقريباً، تتناولان مواضيع شبابية. ثمّة مواضيع شائكة كالمخدرات أو حوادث السير، لن تعالجها الجمعية، والسبب أنّ «ثمة جمعيات لها خبرة طويلة في هذه المواضيع، وقطعت أشواطاً في التوعية، لذا لا نريد أن نستنزف طاقاتنا في مكان يعمل غيرنا فيه بنجاح». أمّا المواضيع الأخرى، فتؤكد عبد الساتر أنّها ستعالج بطريقة مختلفة عن ورش العمل التقليدية. كيف؟ يجيب المنظّمون: عبر تعليم مهارات مسرحية واستخدامها في الفاعليات الشبابية مثلاً، بإشراف مدربين من كوادر الجمعية المتخصصين. أمّا هدف ورشة اليوم، فسيكون تدعيم العمل الاجتماعي بمادة مصوّرة.