وفي التفاصيل التي شرحها لـ«الأخبار» رئيس بلديّة نهر إبراهيم طوني مطر، فإنّ دراسة أعدّها مسؤولون فنيّون في البلديّة بعدما كشفوا على المصفاة التي تعمل في البلدة، أظهرت أنّ نسبة الكلور في المياه المستهلكة في المنازل تراوح بين 0,5 ملغ/ ليتر و 0,7 ملغ/ ليتر، علماً بأنّ النسبة يجب أن تراوح بين 0,15 ملغ/ ليتر و0,20 ملغ/ ليتر. إضافة إلى أنّ الخزّان الموجود في المكان غير مؤهل لتجميع المياه، فمواصفاته تمنع تهوئة المياه وتبخّر الكلور منها، فتصل إلى المستهلك مباشرة دون أن تجمع في الخزّان. من هنا وحسب مطر، تبرز الحاجة ملحّة لتركيب فلتر فحم عند مخرج التوزيع لخفض نسبة الكلور في المياه إلى ما يقارب 0,2 ملغ/ ليتر. أمّا المشكلة الثانية فتكمن في كون المياه التي تضخّ يوميّاً إلى بلدة نهر إبراهيم غير كافية، إذ تصل إلى نحو 300 متر مكعّب، علماً بأنّ حاجة البلدة اليوميّة هي نحو 1000 متر مكعّب، أمّا سبب الشحّ فيمكن تحديده في أنّ المضخّة الموجودة حاليّاً تبلغ قوّتها 34 متراً مكعّباً في الساعة حدّاً أقصى، فيما تبلغ ساعات التغذية بين ثماني وعشر ساعات يوميّاً، كما أنّ القسطل الموجود حاليّاً يتحمّل نسبة ضخّ 56 متراً مكعّباً في الساعة حدّاً أقصى. أمام هذا الواقع، يرى مطر الحلّ في تركيب مضخّة تبلغ قوّتها 55 متراً مكعّباً في الساعة حدّاً أقصى. فضلاً عن زيادة ساعات التغذية إلى 18 ساعة لتصل عندها التغذية إلى نحو 990 متراً مكعّباً يوميّاً. وفي تحديد سبب آخر للمشكلة، فإنّ المصفاة تتغذّى مباشرة من قناة المياه الموصولة على مجرى نهر إبراهيم، وبالتالي تتعرّض المياه إلى ارتفاع كميّة الوحول فيها كثيراً في فترات متفاوتة خلال فصلي الشتاء والربيع، ما يؤدّي إلى توقّف المصفاة عن العمل أسابيع عدّة في كلّ مرّة، فتنقطع التغذية عن المستهلكين. وحلّ هذا الأمر يكون في إنشاء حوض لترقيد المياه بحيث ترقد الوحول والأتربة بعد معالجتها، ما يفسح للمصفاة أن تعمل دون توقّف.
المصفاة تتغذّى مباشرة من قناة المياه الموصولة على مجرى نهر إبراهيم
وأخيراً، إنّ المحطّة مزوّدة باشتراك كهرباء خاصّ يشغّل مضخّة واحدة عند انقطاع التيّار، أمّا المضخّة الأخرى التي تغذّي قسماً آخر من البلدة فتتوقّف عن العمل عند انقطاع التيّار الكهربائي لعدم تأمين مولّد كهربائي أو اشتراك خاصّ لتشغيلها، ما يوقف التغذية لنصف البلدة تقريباً. وحلّ ذلك يكون في تركيب مولّد كهربائي أو في زيادة قوّة الاشتراك الخاصّ بحيث يؤمن الطاقة للمضختين.
وكانت البلديّة قد أرسلت كتاباً تضمّن كلّ ما سبق ذكره إلى مؤسسّة مياه بيروت وجبل لبنان خلال شهر حزيران الماضي، على أمل «حلّ المشكلة بالسرعة القصوى حفاظاً على سلامة المواطنين وتأميناً لحقوقهم».
هي مشاكل مياه تعانيها بلدة يجري بين أراضيها نهر إبراهيم الذائع الصيت، شحّ في مياه الشفة في بلدة اسمها على اسم نهر، واقع مأساوي يقرّب لنا المثل القائل «امرأة الخبّاز جيعاني».