صور ــ آمال خليلضمن مشروع «مدينتي بيتي» الذي ينفّذه مكتب التنمية المحلية في بلدية صور، وثّقت مئة وخمسة عشرة صورة، مجمل الخروقات البيئية في مدينة قدموس. ثلاثون شاباً هاوياً تخطوا معالم المدينة السياحية التي أدرجتها منظمة اليونسكو على لائحة التراث العالمي، ليتسللوا الى كواليسها التي يشيح الكثيرون بنظرهم عنها، ويوثقوا التجاوزات البيئية التي تمارس فيها، والخروقات التي تشوّه وجهها السياحي.
استناداً إلى الصور التي رُصَّت متلاصقة على جدران بيت المدينة الواقع في الحارة القديمة، يتبين أن بحر صور، الذي يعدّ من انظف شواطئ لبنان، قد تحوّل في نقاط عديدة منه إلى مكبّ لأكوام النفايات التي يرميها رواده من مقيمين وزوار، وإلى مصبّ لعشرات قساطل شبكات الصرف الصحي من مختلف انحاء بلدات القضاء. أما أعمدة الكهرباء و«حيطان» الشوارع، فقد تحولت الى «شمّاعات» تعلق عليها كابلات الصحون اللاقطة وشبكات الكهرباء والهاتف وعلب اشتراكات المولدات الخاصة. حتى الإعلانات العشوائية غير المرخصة والشعارات الحزبية والآراء الخاصة على الطريقة الغرافيتية وصور الشهداء، تجد لها مكاناً على تلك الأعمدة وعلى الجدران وأسطح الأبنية وشرفاتها. أما حبل الغسيل المنشور، فقد أصبح واجهة للكثير من المنازل والمباني التي يفتقر معظمها الى التنظيم المدني والتي كانت قد بنيت خلال الحرب الأهلية من دون تراخيص ومن دون مراعاة للقوانين التي تحدد اليوم السقف الأعلى للأبنية بخمسة طوابق. وقد حازت الصورة التي التقطتها نتالي فران، إحدى المشاركات، لزجاجة مياه فارغة ملقاة على الشاطئ، الجائزة الاولى من منظمي المعرض، فيما نالت المشاركة منيرفا ابو جمرة الجائزة الثانية عن «كومة غسيل» منشور بطريقة عشوائية على واجهة مبنى سكني في أحد شوارع المدينة الرئيسية. أما أصغر مشترك في المعرض، محمد فران (14 عاماً)، فقد فاز بالجائزة الثالثة عن صورته التي يوثق فيها لغابة من الكابلات والعلب التي تحتل أحد اعمدة الإنارة في المدينة.
لا يهدف المعرض، كما يؤكد المنظمون رداً على من اتهمهم بتظهير بشاعة المدينة، إلى فضح المدينة بخروقاتها البيئية وظواهر التشوه والتلوث البصريين التي يسبّبها بعض المقيمين فيها وزوارها، بل إن هدفهم ينصبّ في «توثيق الظواهر وتسليط الضوء عليها بقصد معالجتها عبر التعاون والعمل مع المعنيين والهيئات الأهلية»، بحسب منسّق النشاط أشرف صفي الدين.
ويتوّج المعرض الحالي الدورة التدريبية على تقنيات التصوير الفوتوغرافي التي خضع لها عدد من الشباب الهواة من صور ومنطقتها على يد المصور الزميل حسن بحسون تحت عنوان «خروقات بيئية بعدسات شابة» (راجع «الأخبار»، العدد 1208). الدورة التي دامت لأكثر من شهر مثّلت جزءاً من أنشطة مشروع «مدينتي بيتي» الذي أطلق الحملة ضد ظاهرة التلوث البصري في مدينة صور منذ شهر نيسان الفائت بدعم من المكتب التقني للبلديات والمدن اللبنانية والحكومات المحلية المتحدة ومقاطعة برشلونة.
أما الخطوة المقبلة، فهي إطلاق ورشة تجميل لواجهة أحد المباني السكنية المؤلّف من خمسة طوابق، في شارع ابو ديب الرئيسي في المدينة. فعلى أيدي مجموعة من المتطوعين الشباب، سوف يلبس المبنى في غضون أسابيع، حلة جديدة بعد طلائه وتأهيله.