دعا أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، اليوم، الإمارات إلى «تطوير العلاقات» بين البلدين، وإلى «منع التدخلات الأجنبية»، مشيراً إلى أن زيارته لأبو ظبي «بمثابة مرحلة جديدة للعلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية».
أتى ذلك خلال استقبال مستشار الأمن الوطني الإماراتي، طحنون بن زايد، نظيره الإماراتي، اليوم، بعد أيام من توصل طهران والرياض إلى اتفاق بوساطة صينية لاستئناف العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح السفارات خلال شهرين.

وبحسب «وكالة أنباء الإمارات» (وام)، بحث الجانبان خلال اللقاء، الذي عقد في قصر الشاطئ في أبو ظبي، «مختلف جوانب العلاقات الثنائية وفرص تعزيزها وتطويرها بما يخدم المصالح المتبادلة للبلدين، وخاصة في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية».

كذلك، ناقش الجانبان «عدداً من القضايا محل الاهتمام المشترك وتبادلا وجهات النظر بشأنها وأهمية بذل الجهود في سبيل استقرار وازدهار المنطقة»، بحسب «وام».

من جانبها، نقلت وسائل إعلام إيرانية رسمية عن شمخاني قوله إنه «بالنظر إلى المنصات الملائمة التي أطلقت منذ عام لتطوير العلاقات بين إيران والإمارات، فإني أرى أن هذه المرحلة بمثابة مرحلة جديدة للعلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية».

وحذّر من أن الخلاف وانعدام الثقة بين دول الخليج العربي «يشكلان عقبة رئيسية أمام التنمية الاقتصادية في المنطقة وهدفاً يسعى إليه الأعداء من خارج المنطقة»، داعياً إلى «اتخاذ إجراءات جادة لتحديد العراقيل المحلية والخارجية التي تعترض مسار التعاون الثنائي، ولا سيما في المجالات الاقتصادية والتجارية».

وأكّد وجوب «أن يحلّ التعاون والتقارب محل العداء والتباعد» من أجل «إيجاد مخرج من التحديات القائمة التي لا يفيد استمرارها أي دولة في المنطقة»، واصفاً دول المنطقة بأنها أعضاء في عائلة كبيرة لها مصير مشترك.

وقال شمخاني: «من الضروري منع الأجانب من أدذء دور غير بنّاء ومحاولة تعزيز الأمن والهدوء والرفاهية لشعوب المنطقة من خلال الحوار والتفاعل وتعزيز التعاون السياسي والأمني والاقتصادي والثقافي».

من جانبه، قال المسؤول الإماراتي، وهو يهنئ إيران على توصلها إلى الاتفاق مع السعودية، إن الانفراج سيكون له دور بنّاء في تعزيز السلام والاستقرار والأمن المستدام في جميع أنحاء المنطقة.

كما دعا إلى «بذل الجهود لتنفيذ الاتفاقيات مع إيران وتعزيز التعاون في القطاعات الاقتصادية والمصرفية والعبور والطاقة والنقل والطب والاستثمار»


وخلال لقائه رئيس الإمارات، محمد بن زايد، قال شمخاني إن «الجهود من أجل التوصل إلى الأمن الجماعي القائم على الطاقات المحلية، من شأنها أن تضع حداً للكثير من الأزمات الراهنة»، بحسب وكالة «إرنا» الرسمية.

وأضاف إن «معظم المشاكل الحالية تنجم عن التدخلات الأجنبية وممارسات أميركا والكيان الصهيوني الشيطانية في منطقة الخليج الفارسي»، مشيراً إلى أن «تعاظم قدرات المنطقة أمل يمكن تحقيقه وبما يلزم على جميع بلدان المنطقة أن تضافر الجهود من أجل ذلك».

من جهته، تطلّع ابن زايد إلى أن تؤدي الزيارة إلى «فتح صفحة جديدة في تاريخ العلاقات» بين إيران والإمارات، لافتاً إلى استعداد بلاده لمعالجة جزء من سوء الفهم بين طهران وأبو ظبي، وبما يسهم في الارتقاء بالعلاقات الثنائية في جميع المجالات وإلى أعلى المستويات.
ويرافق شمخاني في زيارته إلى الإمارات محافظ البنك المركزي الإيراني محمد رضا فرزين، ورئيس جهاز المخابرات الخارجية بوزارة المخابرات الإيرانية، ونائب وزير الخارجية الإيراني لشؤون دول الخليج العربي.