وقعت «قطر للطاقة» اتفاق شراكة مع شركة «إيني» الإيطالية، اليوم، من أجل توسعة حقل الشمال الشرقي، وهو أكبر مشروع للغاز الطبيعي المسال في العالم، وذلك عقب اتفاق مع شركة «توتال إنرجيز» في وقت سابق من الشهر.
وتدخل قطر في شراكات مع شركات طاقة عالمية في أولى وكبرى مراحل مشروع التوسعة الذي تبلغ كلفته نحو 30 مليار دولار والذي من شأنه أن يعزز مكانة قطر كأكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم.

وقال الرئيس التنفيذي لـ«قطر للطاقة»، سعد الكعبي، إن «إيني» ستملك 25 في المئة من مشروع مشترك جديد، مما يمنحها حصة 3.12 في المئة في مشروع التوسعة الذي يُتوقع أن يبدأ الإنتاج في أوائل 2026.

ورحّب الكعبي باختيار الرئيس التنفيذي لـ«شركة إيني »، كلاوديو ديسكالزي، «قطر للطاقة» ليشاركه في هذا المشروع الاستراتيجي، مهنئاً إياه بتوقيع هذه الاتفاقية التي «ستعزز من التعاون الثنائي لعقود مقبلة».

وقالت «إيني» في بيان: «إنها خطوة استراتيجية بالنسبة لإيني من شأنها أن تعزز وجود إيني في الشرق الأوسط وتمنحها موطئ قدم لدى منتج عالمي رائد للغاز الطبيعي المسال».

وقال رئيسها التنفيذي، في مؤتمر صحافي، إن الانبعاثات الكربونية المنخفضة للمشروع ساهمت في جذب اهتمام الشركة.

والغاز الطبيعي المسال لا يخلو من الانبعاثات لكنه يحظى باهتمام خاص، لا سيما مع بحث أوروبا عن بدائل لموارد الطاقة الروسية، بخاصة تلك التي لا تتطلب استخدام الفحم الذي تنتج منه انبعاثات كثيفة من الكربون.

وتقدمت شركات النفط الكبرى بعطاءات للمشاركة في تشييد أربعة خطوط للإنتاج بما يشمل منشآت إسالة وتنقية. وقالت شركة «توتال إنرجيز» إنها ستحوز 25 في المئة من خط إنتاج، مما يمنحها حصة 6.25 في المئة تقريباً من الخطوط الأربعة.

وحقل الشمال جزء من أكبر حقل للغاز في العالم والذي تتقاسمه قطر مع إيران التي تطلق على الشطر الخاص بها اسم حقل بارس الجنوبي.

وتتضمن خطة توسعة حقل الشمال إجمالاً ستة خطوط إنتاج للغاز الطبيعي المسال من شأنها أن تزيد قدرة قطر على الإسالة من 77 مليون طن سنوياً إلى 126 مليون طن سنوياً بحلول عام 2027. والخطان الخامس والسادس جزءان من المرحلة الثانية التي يُطلق عليها اسم حقل الشمال الجنوبي.

وقالت مصادر إن شركات «إكسون موبيل» و«شل» و«كونوكو فيليبس» ستشارك أيضاً في توسعة حقل الشمال.

وذكر الكعبي أنه بمجرد اكتمال الاستثمارات، فمن المتوقع أن يشكل المشترون الآسيويون نصف السوق بالنسبة للمشروع والمشترون في أوروبا البقية.

وقال: «بالتوقيع على هذه الاتفاقية، ستكون هذه الشراكة على شكل شركة مشروع مشترك تمتلك فيه قطر للطاقة حصة 75 في المئة بينما ستمتلك إيني الحصة المتبقية والبالغة 25 في المئة.؜ وفي المقابل تمتلك شركة المشروع المشترك 12.5 في المئة؜ من المشروع في حقل الشمال الشرقي».