بينما تتواصل المسيرات في اليمن للمطالبة بمحاكمة الرئيس علي عبد الله صالح وأقاربه، انفجر الخلاف بين أنصار حزب الإصلاح اليمني، الذي وقّع المبادرة الخليجية، وأعضاء من جماعة «أنصار الله» بزعامة عبد الملك الحوثي في ساحة الحرية في صنعاء، مسبِّباً سقوط عدد من الجرحى، وسط استمرار الاحتجاجات في عدد من المؤسسات الحكومية العسكرية والمدنية في إطار المساعي الهادفة إلى عزل المسؤولين المؤيدين للرئيس صالح. وأفاد شهود بأن أنصار حزب الإصلاح تبادلوا اللكمات والضرب بالهراوات والرشق بالحجارة مع أعضاء في حركة «أنصار الله»، ما أدى إلى إصابة 20 شخصاً على الأقل، وسط مخاوف من أن يؤدي تصاعد الخلافات بين مكوِّنات ساحة الحرية إلى التأثير السلبي على وحدة صف المحتجين المناهضين لصالح. واتهمت جماعة «أنصار الله» حزب «الإصلاح» بالوقوف وراء الحادث، مشيرةً إلى أن الاشتباكات اندلعت عندما هاجم أنصار حزب الإصلاح خيمة نصبت لانتقاد المبادرة الخليجية التي بموجبها نُقلت سلطات صالح إلى نائبه عبد ربه منصور هادي.
وقال قائد الجماعة عبد الملك الحوثي، في بيان، إنّ «عناصر من ميليشيات الإصلاح العسكرية اعتدت ظلماً وبلا مبرِّر على شباب مسيرة الحياة والثوار الرافضين للمبادرة الخليجية، فضلاً عن فرض حصار شامل على كل منافذ الساحة». ووصف البيان تلك الأعمال بـ«الجرائم البشعة»، ورأى أنها تنبئ بـ«نيات عدوانية مبيتة، وتظهر عكس ما كانوا يدّعون من حماية الثورة والوقوف إلى جانب الثوار». كذلك أدانت الجماعة «الموقف الإجرامي والعدواني الذي يأتي استجابة للرغبة الأميركية الساعية إلى تثبيت النظام الظالم وعدم محاكمة القتلة والمجرمين ومن أجل إفشال الثورة وإنهائها، وذلك ما عبّر عنه السفير الأميركي في صنعاء جيرالد ستايفين أخيراً».
في هذه الأثناء، أعلن مساعد المتحدث باسم البيت الأبيض جوش آرنست، أن المعلومات التي تحدثت عن أن البيت الأبيض وافق على استقبال الرئيس اليمني في الولايات المتحدة لتلقي العلاج الطبي «غير صحيحة». وقال آرنست من هونولولو حيث يمضي الرئيس الأميركي باراك أوباما أعياد نهاية العام، إن «المسؤولين الأميركيين لا يزالون يدرسون طلب الرئيس صالح للمجيء إلى بلادنا فقط لتلقي العلاج الطبي، لكن المعلومات التي تحدثت عن أن الموافقة قد تمت غير صحيحة»، وذلك تعليقاً على ما ذكرته صحيفة «نيويورك تايمز»، نقلاً عن مسؤولين في الإدارة الأميركية، ومفاده أن واشنطن وافقت «مبدئياً» على السماح لصالح بالتوجه إلى الولايات المتحدة بشروط.
تجدر الإشارة إلى أن إدارة أوباما تسعى إلى ربط موافقتها على استقبال صالح بظروفه الصحية تحسباً لتعرضها لانتقادات شديدة بسبب الاتهامات التي تلاحق الرئيس اليمني بالتسبب بقتل مئات الأشخاص الذين تظاهروا ضد نظامه.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)