عكار | سجّل يوم أمس مؤشرّات على اتجاه الأوضاع نحو الاستقرار في منطقة تلكلخ، حيث نُقل عن أهالي وادي خالد أن الليلة الماضية كانت أكثر هدوءاً من الأيام السابقة على صعيد توقف عمليات نزوح المواطنين السوريين، باستثناء عبور بعض الأشخاص عبر قرية حكر جنين. ورغم توقف النزوح من جهة وادي خالد، بدت الأوضاع أكثر مأساوية، وخصوصاً بالنسبة للذين لا أقارب لهم في الوادي، إذ اضطر هؤلاء إلى افتراش محال التنك على خط البقيعة القديم، في ظل شكواهم من نقص المواد الغذائية، علماً أن مساعدات الهيئة العليا للإعاثة اقتصرت على علبة حليب وكيس «حفاضات». وأم خالد هي عيّنة عن النازحين السوريين الذين يعيشون ظروفاً قاسية، إذ إنها لم تنم طيلة الليلة الماضية، فـ«الأخبار مقطوعة عن تلكلخ، ولا نعلم كم ستدوم البهدلة». أما قرية الدبابية، فقد عبر إليها زهاء 20 سورياً، وهم يتحدثون عن 70 آخرين لم يتمكنوا من عبور الحدود. كذلك حال بلدة البيرة التي فُتحت ثانويتها الرسمية القديمة لإيواء ما يقارب أربعين نازحاً. وكشف المختار وليد عياش أنّ الهيئة العليا للإغاثة وفرت لهم «البطانيات والفرش في اليوم التالي من قدومهم». في المقابل، نزح قرابة مئة شخص باتجاه قرية جنين، ونقلوا أن جوّاً من الهدوء يسود منطقة حالات، في ظل خشية من أن يكون ذلك «هدوء ما قبل العاصفة». في هذه الأثناء، تحرّكت مواقف نوّاب تيار «المستقبل» بوتيرة تصاعدية؛ فقد سجّل النائب محمد كبارة نقلة نوعية في تفسيره لمعنى المساعدات الإنسانية للنازحين السوريين، في تصريح أشار فيه إلى ثلاثة عناوين: «نجدة الشعب السوري من نجدة كرامتنا الوطنية، وأتألّم على الشعب الشقيق الذي يتعرّض لمذبحة مبرمجة، وأليس من حق المناضل ضد الظلم أن يطمئنّ إلى سلامة عائلته؟». في المقابل، نفى النائب خالد زهرمان أي بعد سياسي لتصريحات كبارة، وأكّد عدم التدخل في الشأن الداخلي السوري على قاعدة أنّ «أكثر ما فعلناه هو مساعدة النساء والأطفال النازحين من سوريا». بدوره، لفت النائب رياض رحال إلى أن تصريح النائب كبارة بشأن الوضع السوري يتطرق إلى الناحية الإنسانية، ويهدف إلى مساعدة النازحين إنسانياً فقط. وأضاف «قلنا مسبقاً في تيار المستقبل إننا لن نتدخل في الشؤون السورية، لأنَّ الشعب السوري أدرى بمصالحه».
غير أنّ النائب معين المرعبي قطع طريق التأويلات في إصداره تصريحاً أسف فيه «لعدم وجود أي تحرك دولي يسعى إلى وقف المجازر والتطهير الديني أو العرقي الذي نراه ماثلاً أمام أعيننا في المناطق المحاذية للحدود الشمالية»، واصفاً ما يجري بأنه «عملية تهجير نظام لشعبه». في المقابل، استهجن نائب رئيس بلدية المقيبلة، أحمد العكاري، تصريحات المرعبي، خصوصاً ما ورد على لسان الأخير عندما قال ما حرفيته «أين الأسلحة؟ لدى نساء يتعرّضن للقنص وهن هاربات، أم لدى أطفال يقتلون ومرضى عزل يتنقلون على الكرسي؟ فهل كل هؤلاء هم سلفيون ما عدا النظام السوري؟ إن كانوا كذلك، فأنا أيضاً سلفي وإرهابي، وأنا ضد النظام الذي يقتل الشعب ويمارس أموراً لا يقبلها العقل». كلام رد عليه العكاري معتبراً أن المرعبي «يعبّر عن وجهة تياره السياسي وربما يكون سلفياً بالفعل». أمّا النائب السابق وجيه البعريني، فقد رأى أنّ «الجوقة التي تحرّض على سوريا، لا قيمة لها»، ساخراً من النائبين كبارة وخالد ضاهر بقوله «الله يسامح السوريين الذين جعلوهما نائبَين».