نيويورك | في رسالة وزّعها مندوبها بشار الجعفري إلى مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة أمس، نفت سوريا مجدّداً أي نية لديها بشنّ هجمات بأسلحة كيميائية، إن وُجدت لديها، تحت أي ظرف من الظروف. وأشارت الرسالة، التي وُجهت إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ورئيس مجلس الأمن الدولي محمد لوليشكي، إلى دلائل على أنّ مجموعات مسلّحة سورية تعمل على استخدام أسلحة كيميائية تصنعها في تركيا. وقال الجعفري: «لقد أكّدنا مراراً عبر الأطر الدبلوماسية وبصورة علنية أن سوريا لن تستخدم السلاح الكيميائي إن وُجد لديها تحت أي ظرف كان لأنّها تدافع عن شعبها ضدّ الإرهاب المدعوم من دول معروفة تأتي الولايات المتحدة في مقدّمتها». وتحدّثت الرسالة عن تقارير إعلامية نشرتها الصحافة التركية عن عزم مجموعات إرهابية على استخدام الأسلحة واتهام الحكومة السورية بها، قائلاً: «كشفت صحيفة «يورت» التركية عن معلومات تفيد بأن عناصر من تنظيم «القاعدة» يصنعون أسلحة كيميائية في مخبر يقع قرب مدينة غازي عنتاب التركية ويهددون باستخدامها ضد المدنيين السوريين».
وأضاف نقلاً عن الصحيفة أن «مقاطع فيديو نُشرت على مواقع الإنترنت تظهر طريقة تصنيع الغاز السام من خلال مواد كيميائية وفّرها تنظيم القاعدة من شركة تركية وجرى اختبارها على كائنات حية». واستغرب كيف أن الدول التي تتهم حكومته لم تتحرّ تلك التقارير أو عملت على معاقبة الجهات التي سهلت توفير المواد الكيميائية من مصانع تركية.
وكشف الجعفري أن حكومته، بناءً على طلبها من بعثة «أونسميس» الأممية، قام وفد منها بمحاولة زيارة لمعمل تابع للقطاع الخاص شرقي مدينة حلب يصنّع مادة الكلور، لتفقد المعمل وحصر موجوداته؛ «لأن اﻟﻤﺠموعات الإرهابية كانت تخطط آنذاك للسيطرة عليه، لكن (الوفد) لم يتمكن من ذلك بسبب إطلاق الإرهابيين النار على عناصره».
وأكد الجعفري سيطرة «اﻟﻤﺠموعات الإرهابية» أخيراً على ذلك المعمل الذي يحتوي على أطنان من مادة الكلور السامة، وذلك إثر الحملة الأميركية الغربية الأخيرة، مع كل ما يعنيه ذلك من مخاطر. وحذرت سوريا من لجوء اﻟﻤﺠموعات الإرهابية إلى استخدام هذا السلاح ضدّ أبناء الشعب السوري، واستهجنت عدم تحرك اﻟﻤﺠتمع الدولي لمعالجة تطورات هذا الوضع ومحاسبة داعمي اﻟﻤﺠموعات الإرهابية، عملاً بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. وختمت الرسالة بالقول إن «أكثر ما تتميز به هذه الحملة المعادية لسورية هو غياب البعد الأخلاقي عنها؛ إذ لا يمكن بلداناً استخدمت هذه الأسلحة أو ما يشابهها مثل الولايات المتحدة أن تكون مؤهلة لإطلاق هذه الحملة، وخاصة أﻧﻬا استخدمت ذريعة امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل لتبرر غزوها واحتلالها لهذا البلد العربي عام ٢٠٠٣. لقد أوضحت سوريا عشرات المرات منذ أُثير هذا الموضوع، أﻧﻬا لن تستخدم الأسلحة الكيميائية، إن وجدت لديها، ضد شعبها تحت أي ظرف كان، وأكدت تقيدها بالتزاماﺗﻬا القانونية التي تفرضها الاتفاقيات والبروتوكولات التي قامت صدّقت عليها».
وأشارت الرسالة إلى أن سوريا تقدمت قبيل ﻧﻬاية عام ٢٠٠٣، بمشروع قرار لمجلس الأمن لإخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل الكيميائية والنووية والبيولوجية، إلا أن الولايات المتحدة، والدول التي تدور في فلكها عطّلت هذا المشروع وحاربت اعتماده في مجلس الأمن.
كذلك لم تستغرب سوريا إفشال الولايات المتحدة قبل أيام قليلة تحرك الأمم المتحدة لعقد مؤتمر كان من المقرر أن يجري قبيل نهاية هذا العام للبحث في إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وجميع أسلحة الدمار الشامل الأخرى في الشرق الأوسط، وجرى كل ذلك دفاعاً عن إسرائيل.