الخرطوم | أعلن رئيس البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور «يوناميد»، إبراهيم غمباري، استقالته، في خطوة أثارت دهشة العديد من الأوساط السودانية. وما عزز الدهشة، البيان الذي أصدرته المتحدثة باسم «يوناميد»، عائشة البصري، والتي أشارت فيه إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة، «بان كي مون قبل استقالة غمباري»، فضلاً عن «اعتبارها سارية المفعول منذ الحادي والثلاثين من تموز الماضي»، تاريخ تقدم غمباري باستقالته. ولم يكشف البيان عن خليفة غمباري، الذي غادر منصبه قبل أن يكمل فترته التي حددها التفويض الأممي من كانون الثاني 2010 إلى عام 2014. وجاءت أول ردود الفعل على استقالة غمباري، من ردايو «دبنقا» المقرب من الحركات المسلحة في دارفور. ووجه الراديو عبر موقعه على الإنترنت، انتقادات حادة لفترة عمل غمباري. ونقل عمن وصفه بمنسق معسكرات النازحين في شمال دارفور، أحمد أتيم، مناشدته الأمين العام للأمم المتحدة «منح تفويض كامل لخليفة غمباري تحت الفصل السابع من الميثاق الأممي حتى تتمكن البعثة الدولية من حماية نفسها والمواطنين».
ولم يستبعد الصحافي، طلال إسماعيل، أن تكون أسباب استقالة غمباري شخصية، إلا أنه استدرك قائلاً «هناك دوائر غربية لم تكن راضية عن علاقة غمباري بالحكومة السودانية ولا عن رضى الخرطوم التام عن الرجل، حيث لم يسبق أن انتقدته طيلة فترة وجوده على رئاسة البعثة على عكس نظرائه السابقين».
في المقابل، تحدثت مصادر خاصة من داخل الحكومة السودانية لـ«الأخبار» عن نية غمباري الترشح لرئاسة منظمة المؤتمر الإسلامي خلفاً لإكمال الدين إحسان أوغلو، بعدما وجد الدبلوماسي النيجيري الضوء الأخضر من جهات عدة للترشح للمنصب الذي سيؤول هذه المرة للقارة السمراء.
وكانت منظمات دولية، من بينها منظمة «هيومن رايتس ووتش»، قد قدمت احتجاجاً للأمين العام للأمم المتحدة في شباط الماضي، بعدما ظهر غمباري يتحدث مع الرئيس السوداني عمر البشير، الملاحق من المحكمة الجنائية الدولية، خلال حفل عقد قران الرئيس التشادي إدريس دبي على كريمة موسى هلال وهو من قادة القبائل العربية في دارفور ويعتبر من أكبر قادة الجنجويد. وعلى الأثر، طالبت الأمم المتحدة كبار مسؤوليها في إقليم دارفور بتجنب مثل هذه الحوادث، وخصوصاً أن توجيهات الأمم المتحدة تنص على أنه «ينبغي للمسؤولين أن يقصروا اتصالاتهم مع الأشخاص المتهمين من قبل المحاكم الدولية على ما تشتد إليه الحاجة لتنفيذ أنشطة الأمم المتحدة».
في هذه الأثناء، تحدث الصحافي محمد محمد عثمان من صحيفة «المجهر السياسي» عن تقارير تحدثت عن شخصيات مرشحة لخلافة غمباري. وأبرزها ثابو أمبيكي رئيس جنوب أفريقيا السابق ورئيس الآلية الأفريقية الرفيعة المستوى المكلفة من قبل الاتحاد الأفريقي برعاية مفاوضات القضايا العالقة بين دولتي السودان وجنوب السودان، إضافة الى رئيس اللجنة الأممية السابقة الخاصة بملف منطقة أبيي بنجامين ماكابا وهو رئيس سابق لتنزانيا.