في خطوة عنصرية تهدف الى الاستيلاء على القدس وتغيير معالمها، أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، أن كتلة «غوش عتصيون» الاستيطانية جنوب الضفة الغربية «جزء لا يتجزأ من القدس الكبرى». وقال نتنياهو، لدى تدشين مدرسة في مستوطنة «أفرات» في تصريحات نشرها مكتبه، إن «أفرات وغوش عتصيون جزء لا يتجزأ اساسي ومفروغ منه من القدس الكبرى. فهما البوابتان الجنوبيتان للقدس وستبقيان دائماً جزءاً من دولة اسرائيل». وتقع كتلة «غوش عتصيون» الاستيطانية جنوب غرب مدينة بيت لحم الفلسطينية، وتتألف من 22 مستوطنة يعيش فيها نحو سبعين ألف مستوطن اسرائيلي. وأقيمت الكتلة في عام 1967 في أعقاب احتلال اسرائيل الضفة الغربية. من جهته، أوضح مدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية في القدس، خليل تفكجي، ان القدس الكبرى التي يتحدث عنها نتنياهو «ستشكل 10 في المئة من مساحة الضفة، حيث ستُضم 14 مستوطنة من كتلة غوش عتصيون الاستيطانية للقدس الكبرى». وأوضح أن «مساحة القدس تمثّل حالياً 1,2 في المئة فقط من مساحة الضفة الغربية». أكد الخبير القانوني في شؤون القدس، داني سايدمان، أن نتنياهو قام في ولايته الاولى كرئيس وزراء بمحاولة اضفاء الطابع الرسمي على مصطلح «القدس الكبرى». وأضاف أن نتنياهو «قدم قراراً لمجلس الوزراء بانشاء بلدية كبرى للقدس»، مشيراً الى أن القرار لم يطبق رغم الموافقة عليه.
في المقابل، أدان المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة تصريحات نتنياهو، مشيراً إلى أنها تشجيع للاستيطان. وقال ان رئيس الوزراء الاسرائيلي «يشجع الاستيطان ويدعمه ويموله ويرعاه في الوقت الذي يجب منه ان يدعم السلام ويزيل اي عقبة في طريقه». واضاف: «لن تبقى مستوطنة واحدة على الاراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967؛ لأن البناء الاستيطاني غير شرعي وغير قانوني ومرفوض من العالم اجمع وسبب افشال جهود المجتمع الدولي في احياء عملية السلام التي دمرها نتنياهو باستيطانه». وفي سياق متصل، أدانت تركيا القرار الأخير للسلطات الإسرائيلية بطرح مناقصة لبناء 130 وحدة سكنية جديدة في القدس الشرقية. وقال بيان لوزارة الخارجية إنه «في الوقت الذي يركز فيه المجتمع الدولي على التطورات في سوريا، فإن إصرار إسرائيل على مواصلة بناء مستوطنات جديدة تعارض القانون الدولي، يشكّل خطأً فادحاً من شأنه أن يقوّض الجهود الرامية إلى إعادة إحياء عملية السلام».
وحذَّرت جامعة الدول العربية من تنظيم إسرائيل سباق «فورمولا» للسيارات حول أسوار مدينة القدس، ووضع «نجمة داوود» بأضواء الليزر خلال السباق للترويج للإدعاء أن القدس عاصمة لإسرائيل.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)