تبحث وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ونظيرها الروسي سيرغي لافروف تطورات الأزمة السورية في نهاية حزيران في روسيا، وذلك استكمالاً للمشاورات الأميركية الروسية التي لم توصل إلى نتيجة في المكسيك، خلال اجتماعات قمة العشرين التي استحوذ فيها الملف السوري على مجمل المناقشات والتصريحات.
وأعلنت الخارجية الاميركية أن كلينتون ستلتقي الاسبوع المقبل نظيرها لافروف في سان بطرسبورغ، في وقت يستمر الخلاف بين واشنطن وموسكو في شأن الأزمة السورية. واللقاء مقرر على هامش مؤتمر حول النساء والاقتصاد ستشارك فيه كلينتون في 28 حزيران، وفق بيان أصدرته الخارجية الاميركية.
وتسعى الولايات المتحدة وروسيا للتوصل إلى موقف مشترك حول سبل التعامل مع النزاع في سوريا.
وفرضت الازمة السورية نفسها على جدول أعمال قمة مجموعة العشرين في لوس كابوس بالمكسيك. ووجد الرئيس الاميركي باراك أوباما نفسه مضطراً الثلاثاء، غداة لقائه الأول على هامش القمة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، إلى الإقرار بأنه لا يعتقد أن «روسيا والصين انضمتا إلى صفنا». وأوضح أوباما أنه قال لنظيريه الروسي فلاديمير بوتين والصيني هو جينتاو الذي التقاه أيضاً على هامش القمة، إن الأسد لا يمكن أن يظل في الحكم بعدما اتهم نظامه بقتل عدد كبير من المدنيين. وأضاف أن موسكو وبكين «تقرّان بأن الوضع الحالي خطير (...) وبأنه لا يخدم مصالحهما»، إلا أن العلاقات التاريخية بين روسيا وسوريا وتحفّظ الصين إزاء التدخل في الشؤون الداخلية لدول أخرى تعوق التوصل إلى تسوية للأزمة السورية. وفي إشارة إلى تحسن طفيف للعلاقات مع بوتين الذي أصدر وإياه بياناً مشتركاً الاثنين، أضاف أوباما أن روسيا والصين «ليستا راضيتين عن المجازر» الأخيرة في سوريا.
لكن بوتين رد بالقول «إنه لا أحد يحق له أن يقرر بالنيابة عن دول أخرى من يجب أن يتولى الحكم فيها». وتابع أن «تغيير النظام ليس المهم، بل المهم هو أنه بعد تغيير النظام دستورياً يجب وضع حد لأعمال العنف وإحلال السلام في البلاد». ورأى أن على جميع الدول الجلوس إلى طاولة المفاوضات وإعداد خطة مسبقة من أجل التوصل إلى حل للأزمة عبر التفاوض. وتابع «وليس كما في بعض دول شمال أفريقيا حيث تتواصل أعمال العنف على الرغم من تغيير النظام»، في إشارة واضحة إلى ليبيا حيث أطيح نظام معمر القذافي بدعم من الغرب.
وتباحث أوباما في شأن الازمة السورية مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في لوس كابوس. وأوضح بيان صدر عن البيت الأبيض أن المسؤولين «تباحثا في أهمية تسهيل مرحلة انتقالية سياسية في سوريا تضع حداً لأعمال العنف الدامية وتؤدي إلى حكومة تلبي مطالب الشعب السوري»، دون إعطاء إيضاحات إضافية.
من جهة ثانية، قالت وزارة الدفاع الأميركية، أول من أمس، إن 3 سفن روسية تتوجه إلى ميناء طرطوس في سوريا تحمل على متنها إمدادات وربما أفراداً إلى قاعدة روسية. وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي إن المسؤولين العسكريين الروس كانوا أعلنوا أن الإمدادات هي للروس ولحماية قواتهم. وقال كيربي «ليس لدينا أي مؤشرات على أن هذه السفن متوجهة إلى سوريا لأي سبب غير السبب الذي أقرّ به الجيش الروسي بنفسه، وهو لإيصال إمدادات لقواته وحمايتهم في تلك المنشأة»، في إشارة إلى القاعدة الروسية في طرطوس.
ورحّب كيربي بخطوة شركة تأمين بريطانية أوقفت تغطيتها سفينة روسية تحمل على متنها مروحيات إلى سوريا، ما اضطرها إلى العودة إلى كالينغراد، وقال «لا نريد أن نرى نظام الأسد يحصل على أسلحة وذخائر أو أي قوة فتاكة يمكن أن يستخدمها».
من جهته، أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن روسيا «تلعب دوراً لتسهيل المرحلة الانتقالية» في سوريا، موضحاً أنه توصل إلى هذا الاستنتاج خلال لقاء أخيراً مع بوتين في باريس، وبعد اللقاء بين اوباما والرئيس الروسي الاثنين. ورحبت فرنسا أمس بالإبقاء على بعثة المراقبين الدوليين في سوريا التي قالت إنها تقوم بعمل صعب في ظروف خطيرة، مجددة اقتراحها تطبيق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة بشأن سوريا.
وكان مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام هيرفيه لادسو أعلن أول أمس أن المنظمة الدولية قررت الإبقاء على بعثة المراقبين الدوليين في سوريا رغم تصاعد العنف الذي أجبر البعثة على تعليق عملياتها.
وفي دمشق، بحث وزير الخارجية السوري وليد المعلم مع المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليبو غراندي أمس جوانب عمل الوكالة في سوريا واحتياجاتها في المجال الانساني لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين.
سياساً، قال الملك الاردني عبد الله الثاني، في مقابلة نشرت أمس، إن بلاده تؤيّد حلاً سلمياً ينهي النزاع والعنف في سوريا، لأن «التدخل العسكري يعقد الوضع»، مؤكداً أن «الانزلاق نحو حرب أهلية هو أكثر شيء يقلقنا في سوريا».
من جهته، قال وزيرا الدفاع التركي عصمت يلمظ والألماني توماس دي ميزيير، أمس، إنه يجب على النظام السوري وقف القتل والعنف في سوريا، فيما أعلنت وزارة الخارجية الماليزية دعمها لخطة الوسيط الدولي كوفي أنان لتسوية الأزمة السورية، لافتة إلى أن ماليزيا لا تقف مكتوفة الأيدي تجاه التطورات في سوريا، بل لديها موقف صارم في هذا السياق.
وأعلنت وزارة الخارجية البولندية أمس أن وزراء خارجية بلغاريا نيكوي ملادينوف وبولندا رادوسلاف سيكورسكي والسويد كارل بيلت يزورون من الخميس إلى الاحد لبنان والعراق لإجراء محادثات بشأن الوضع في سوريا. وأوضحت الوزارة في بيان أن «المحادثات مع مسؤولين لبنانيين وعراقيين في بيروت وبغداد ستتناول خصوصاً الوضع في المنطقة، بما في ذلك الوضع في سوريا، إضافة إلى آفاق التعاون بين البلدين موضوع الزيارة والاتحاد الأوروبي».
(رويترز، أ ف ب، يو بي آي)