بدأت السلطات اليمنية، أمس، بإزالة القسم الأكبر من الخيام التي نصبها محتجّون من الشباب ضد نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح، منذ شباط 2011، تنفيذاً لقرار رئيس الجمهورية التوافقي عبد ربه منصور هادي ولجنة الحوار الوطني. وقامت جرافات بإزالة الخيام والمنشآت التي أقامها المحتجون في الشوارع المحيطة بجامعة صنعاء، والتي تحوّلت خلال الأشهر الأخيرة إلى مدينة كاملة من الخيام. لكن الخطوة لم تلق قبولاً في أوساط الناشطين المستقلين. وفيما ذكر ناشطون من الشباب أنه سيجري الإبقاء على حوالى مئة خيمة كرمز لاستمرار مطالبة الشباب بـ«الدولة المدنية» ومحاكمة «رموز الفساد»، أصدرت المنسقية العليا للثورة اليمنية بياناً أكدت فيه «بقاءنا وثباتنا في ساحات التغيير وميادين الحرية حتى تحقق أهداف الثورة الملحة والعاجلة، وعلى رأسها إعادة بناء وهيكلة المؤسستين الأمنية والعسكرية». بدوره، كتب الناشط باسم مغرم، على حسابه على موقع «فايسبوك»، منتقداً إخلاء الساحات بناءً على أوامر حزبية. وعلّق قائلاً «من نزل إلى الساحة بأمر حزبة فليعد بأمره، ومن دفع حزبه ثمن خيمته التي يقيم فيها ويطالبه بإخلائها فليُخلها فوراً ويشكره عليها، وإن طلبوا منه التعويض بدل الخيمة التي آوته طيلة تلك المدة فليدفع لهم، لأنه لا يملك أمره ولا أمر خيمته». وأضاف «إلى الأحرار الذين يملكون أمرهم وأمر ثورتهم التي نزلوا وضحّوا من أجلها أتمنى أن يستمروا في ثورتهم. فالثورة ليست خيمة واليمن لا بد أن يكون بأكمله ساحة حرية وتغيير، فقد مللنا اعتقال الثورة والثوار في الساحات. الثورة أصبحت مكبّلة بهؤلاء، فلتدعوهم يرحلون لعل ثورتنا تعود نقية كما كانت».
في هذه الأثناء، دعا رئيس الوزراء اليمني، محمد سالم باسندوة، من قال إنهم اقترفوا أخطاءً بحق الوطن أن يراجعوا مواقفهم وأن ينظروا إلى المستقبل ولا ينظروا إلى ماضيهم، مقلّلاً في الوقت نفسه من شأن التهديدات بالتصفية والقتل التي يتلقّاها بسبب الإصلاحات التي ينفذها في الحكومة. وقال: «كل التهديدات التي أتلقّاها لا تحرّك شعرة في رأسي، والموت له موعد، وأنا الآن في آخر عمري وأريد في آخر عمري إما النصر أو الشهادة».
في غضون ذلك، أظهرت مسوّدة قرار لمجلس الأمن الدولي أنه سيدرس فرض عقوبات على شخصيات يمينة في حال استمر مسار تعطيل عملية انتقال اليمن إلى الديموقراطية. ويطالب المجلس، في مسوّدة القرار، «بوقف كل الأعمال التي تهدف لتقويض حكومة الوحدة الوطنية وعملية الانتقال السياسي، بما في ذلك الهجمات المستمرة على البنية التحتية للنفط والغاز والكهرباء والتدخل في القرارات المرتبطة بإعادة هيكلة القوات المسلحة وقوات الأمن».
من جهةٍ ثانية، قتل 3 مدنيين يمنيين وجرح 7 آخرون، أمس، بانفجار سيارة مفخخة بالقرب من السوق المركزي بمحافظة لحج جنوب البلاد. وأكد المصدر أن الانفجار حصل في ذروة احتشاد السوق، مشيراً الى أن المقصود إيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا.
كذلك قتل ضابط برتبة عميد وجندي فضلاً عن إصابة 12 جندياً في هجوم للقاعدة على موقع للواء 119 التابع للفرقة الأولى مدرع، والمرابط في الكود جنوب زنجبار. في المقابل، قتل 17 عنصراً من تنظيم القاعدة خلال مهاجمتهم أحد المواقع العسكرية للجيش عند المدخل الجنوبي لزنجبار.
وفي السياق، أعلن رئيس وفد الصليب الأحمر إلى اليمن، اريك ماركلاي، أن عشرات الآلاف من المدنيين يحاصرهم القتال في جنوب اليمن، يحتاجون إلى المساعدة على نحو عاجل. وحذر من أنه إذا لم تلبّ احتياجات المحاصرين فستكون النتيجة نزوح أكثر من 100 ألف شخص.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)