قالت روسيا أمس إنها لن تحضر «مؤتمر اصدقاء سوريا» المقرر عقده الجمعة في تونس لأن الحكومة السورية لن تكون ممثلة فيه. واقترحت وزارة الخارجية الروسية أن يوفد مجلس الامن الدولي مبعوثاً إنسانياً خاصاً إلى سوريا. وأعلنت روسيا، أمس، انها لن تشارك في مؤتمر تونس لعدم دعوة الحكومة السورية إليه ولعدم وضوح اهداف المؤتمر، كما جاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية. وجاء في البيان انه يبدو لموسكو «ان الامر يتعلق بتشكيل تحالف دولي (...) لدعم طرف في النزاع الداخلي ضد آخر». وقالت روسيا انها تخشى ان يخطط اجتماع «اصدقاء سوريا» لفرض عقوبات مشددة جديدة على سوريا وامداد المعارضة بالاسلحة «مما يرقى الى مستوى الهجوم المباشر على نظام (الرئيس بشار) الاسد».
وصرح ممثل روسيا في الامم المتحدة، فيتالي تشوركين، للتلفزيون الروسي الرسمي، بأنه «اذا تم تنفيذ هذا السيناريو، فسيحدث حتماً سفك دماء اكثر بكثير، وحرب اهلية وربما تفكك سوريا، مما سيكون له عواقب وخيمة على المنطقة». وقالت روسيا ان غياب تمثيل للنظام السوري في اجتماع تونس سيجعل من هذا الاجتماع منبراً لأحزاب متشابهة في التفكير مما سيكون له الاثر القليل على الوضع على الارض.
ورفضت الصين أمس الالتزام بالمشاركة في المؤتمر، وقال الناطق باسم الخارجية الصينية هونغ لي في تصريح صحافي ان «الصين تنظر حالياً في دور وآلية عمل المؤتمر وجوانب اخرى منه».
إلّا أن روسيا اكدت انها ستعلن قريباً مبادرة كبرى في الامم المتحدة تهدف الى توفير الامدادات الانسانية للمتضررين من اعمال العنف المستمرة منذ 11 شهراً في سوريا.
غير أن الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي قال إن ثمة مؤشرات على احتمال ان تخفف روسيا والصين من دعمهما للاسد. واضاف في مؤتمر صحافي في القاهرة «هناك مؤشرات تأتي بالذات من الصين والى حد ما من روسيا بأنه ربما يكون هناك تغيير في الموقف».
في هذا الوقت، اكد راشد الغنوشي، زعيم حزب النهضة الإسلامي التونسي الحاكم، ان تونس اشترطت لاستضافة مؤتمر اصدقاء سوريا ان «لا يتخذ قراراً بالتدخل العسكري في سوريا»، مشيراً الى امكانية اعتراف تونس بالمجلس الوطني السوري، كما جاء في مقابلة اجرتها معه صحيفة «الخبر» الجزائرية أمس.
وقال الغنوشي «وزيرنا للخارجية (رفيق عبد السلام) اشترط لاستضافة مؤتمر أصدقاء سوريا شروطاً من جملتها ألا يتخذ قرار بالتدخل العسكري في سوريا، وأن تشارك كل الأطراف في المؤتمر، بما في ذلك الروس والصينيون». واضاف «نحن نتفق مع طرح الجزائر بعدم التدخل العسكري الأجنبي في سوريا». وعن سؤال حول امكانية اعتراف تونس بالمجلس الوطني السوري، قال الغنوشي «أتوقع أن تتجه السياسة التونسية إلى هذا».
بدورها، اتهمت إيران، أمس، الغرب بأنه لا يريد تسوية القضية السورية، مشيرة الى أن الطريق لإرساء الاستقرار في سوريا يتمثل في توفير الأرضية للحوار بين الشعب والحكومة ونبذ العنف. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، رامين مهمانبرست، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، إن «الغرب ليس بصدد تسوية القضية السورية، وإنما بصدد تنفيذ مآربه».
أما وزارة الخارجية الاميركية فقالت، أمس، ان التوصل الى حل سياسي هو افضل السبل لتسوية الأزمة السورية، لكن اذا رفض الرئيس الاسد هذا «فقد يكون علينا ان نبحث في اتخاذ اجراءات اضافية». وسئلت المتحدثة باسم الوزارة فيكتوريا نولاند بخصوص الموقف الاميركي الحالي من مسألة مساعدة المعارضة السورية عسكرياً، فقالت للصحافيين «نحن نعتقد ان التوصل الى حل سياسي لهذا هو أفضل السبل». وأضافت «نحن لا نعتقد أن من المنطقي المساهمة الآن في تكثيف الطابع العسكري (للصراع) في سوريا. فما لا نريده هو زيادة تصاعد العنف. لكن... اذا لم نستطع ان نجعل الاسد يستجيب للضغوط التي نمارسها جميعاً فقد يكون علينا ان نبحث في اتخاذ اجراءات اضافية».
وأعرب البيت الابيض أمس عن تأييده للدعوات الى هدنة انسانية في سوريا تهدف الى ادخال المعونات للمدنيين المتضررين. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني «ان الاعمال المشينة التي يقوم بها نظام (الرئيس السوري بشار) الاسد ادّت الى وضع اصبحت فيه الامدادات الانسانية الاساسية شحيحة للغاية».
دعت الامينة العامة المساعدة للامم المتحدة للشؤون الانسانية، فاليري اموس، أمس الى وصول المساعدة المخصصة للسكان المحتاجين في سوريا «من دون عوائق»، فيما تنجم عن الازمة عواقب انسانية «خطرة».
إلى ذلك، قال وزير الخارجية الاردني ناصر جودة أمس خلال اجتماع مع لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الأعيان الاردني ان «بقاء السفير الاردني في سوريا لا يعني بالضرورة رضا الاردن عما يحصل على الارض». واضاف أن «الاردن يتابع تطورات الاوضاع على الساحة السورية وسيشارك باجتماع اصدقاء سوريا الذي ينعقد في تونس يوم الجمعة المقبل».
(الأخبار، سانا، رويترز،
أ ف ب، يو بي آي)



لبنان ينأى بنفسه مجدداً


اعلن وزير وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور (الصورة)، بعد لقاء جمعه برئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي عصر أمس في السرايا الحكومية، أن لبنان لن يشارك في «مؤتمر دعم أصدقاء سوريا» في الرابع والعشرين من الشهر الجاري في تونس. وقال منصور «لقد كنت على اتصال بدولة الرئيس بهذا الخصوص وهو على علم بذلك، وأبلغته بالدعوة التي تلقيتها من وزير خارجية تونس وكذلك بنص المذكرة، وقلنا إنه بحكم النأي بالنفس والتحفظ حول قرارات عديدة في الجامعة العربية سبق ان اتخذت في خلال الاجتماعات الماضية، فإننا انسجاماً مع هذا الموقف الذي اتخذناه في الجامعة العربية يتعذر علينا حضور المؤتمر الذي سيعقد في الرابع والعشرين الجاري في تونس».
وتلتزم الحكومة اللبنانية سياسة «النأي بالنفس» تجاه القرارات العربية والدولية المنددة بالنظام السوري للحؤول دون حصول تداعيات للأزمة السورية على لبنان ذي التركيبة السياسية والامنية الهشة والمنقسم بين مؤيد للنظام السوري ومناهض له. فقد امتنع لبنان عن التصويت على القرار الذي صدر اخيراً عن الجمعية العامة للامم المتحدة والذي دان القمع في سوريا.
وكان موقفه مماثلاً في الاجتماعات الوزارية العربية التي أصدرت سلسلة قرارات خلال الاشهر الاخيرة فرضت فيها عقوبات على سوريا، وطرحت خطة حل تقوم على تشكيل حكومة انتقالية.
(الأخبار)