في أول زيارة لمسؤول عربي لدمشق في عام 2012، استقبل الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، الوزير الأول الموريتاني مولاي ولد محمد لقظف. وتسلّم الأسد منه رسالة من نظيره الموريتاني محمد ولد عبد العزيز تتعلق بالتطورات الجارية على الساحة السورية. وقال بيان لوكالة الأنباء الرسمية السورية «سانا» إن «الأسد قدم للقظف شرحاً لحقيقة ما يجرى في سوريا، وما تتعرض له من استهداف بمختلف الوسائل لإثارة الفوضى فيها، وعرض خطوات الإصلاح السياسي التي تقوم بها الدولة». وأوضح البيان أن الرئيس السوري أكّد لضيفه الموريتاني أن خطوات الإصلاح «لا بد أن تسير بالتوازي مع إعادة الأمن والاستقرار وحماية المواطنين».
بدوره، أكد الوزير الأول لقظف، خطورة استهداف سوريا، مشيراً إلى أن «استقرار سوريا أساسي لأمن واستقرار الدول العربية والمنطقة».
وفي السياق، بدأ نائب وزير الخارجية الصيني تشاي جون زيارة لسوريا تستمر يومين. وقالت مصادر مطلعة في دمشق إن جون سيلتقي اليوم وزير الخارجية السوري وليد المعلم. وأضافت المصادر أن نائب الوزير الصيني سيلتقي أيضاً مع وفود من المعارضة السورية (هيئة التنسيق الوطنية، وتيار بناء الدولة، وحزب الإرادة الشعبية) في مقر السفارة الصينية في دمشق. يشار إلى أن زيارة تشاي تأتي في إطار جولة في المنطقة تشمل إضافة إلى سوريا كلاً من السعودية ومصر وقطر لشرح موقف الصين من الفيتو الذي استخدمته في مجلس الأمن حيال مشروع قرار ضد سوريا.
وفي موسكو، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، أنه ليس لدى الغرب أي رؤية محددة لمهمات قوات حفظ السلام التي يقترح نشرها في سوريا. وكتب الدبلوماسي في موقع «تويتر» أن «المحادثات مع دبلوماسيين غربيين تظهر أنه ليست لديهم أي رؤية لمهمات قوات حفظ السلام التي يحتمل نشرها مستقبلاً في سوريا». وكان غاتيلوف قد أشار في وقت سابق في معرض تعليقه على نتائج لقاء وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والفرنسي آلان جوبيه في فيينا إلى أن «الجامعة العربية تتحدث عن تأليف بعثة مشتركة للأمم المتحدة والجامعة وإرسالها إلى سوريا لغرض استتباب الاستقرار. لكن حتى الآن لم يحدث أي شيء؛ لأن المناقشة ما زالت في مرحلتها الابتدائية».
وحثّ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي المعارضة السورية على التوحد كي يتمكن العالم من مساعدتهم على إطاحة الرئيس بشار الأسد. وقال ساركوزي، بينما وقف إلى جواره رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، إن افتقار جماعات المعارضة السورية إلى الوحدة يمثّل عقبة في سبيل حل الأزمة لا تقل عن العقبة التي تمثلها معارضة إصدار قرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والتي تحول دون اتخاذ إجراء. وحذر ساركوزي من أن الانتفاضة قد تفشل في غياب بديل يتمتع بالصدقية.
وأعرب وزير الدفاع الأميركي، ليون بانيتا، عن قلقه من إشارات على اختراق عناصر من تنظيم القاعدة بالعراق صفوف المعارضة السورية، في تأكيد لموقف سابق لمدير الاستخبارات القومية جيمس كابلر أمام لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ.
وفي موقف يجري تكراره بنحو متواصل منذ أسابيع، قال أندرس فو راسموسن، الأمين العام لحلف شماليّ الأطلسي، إن الحلف لا يعتزم التدخل في سوريا. لكن الجديد في موقف راسموسن تأكيده أن حياد الناتو سيكون «حتى في حالة صدور تفويض من الأمم المتحدة لحماية المدنيين». وقال إنه رفض أيضاً إمكان تقديم أي إمدادات أو مؤن لدعم «ممرات إنسانية» مقترحة لنقل مواد الإغاثة إلى البلدات والمدن السورية.
وأعرب مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية، حسين أمير عبد اللهيان، عن ترحيب إيران بقرار سوريا إجراء استفتاء على الدستور الجديد بتاريخ 26 شباط. ونسبت وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء إلى عبد اللهيان قوله، إن الاستفتاء «خطوة رئيسية وجادة في إطار تلبية المطالب الشعبية».
وأدانت منظمة العفو الدولية اعتقال مدير المركز السوري للإعلام وحرية التعبير، مازن درويش وزملائه في المركز من مكتبهم في دمشق، وطالبت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان بالإفراج الفوري عن درويش والمعتقلين الآخرين.
ميدانياً، تظاهر معارضون للنظام السوري، أمس، في مناطق سورية عدة، في ما أطلق عليه اسم «جمعة المقاومة الشعبية»، للمطالبة بإسقاط النظام. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان مساء الجمعة: «ارتفع إلى 26 عدد الشهداء المدنيين الموثقين بالأسماء وظروف الاستشهاد». وأظهر إحصاء يقوم به «المركز السوري المستقل لإحصاء الاحتجاجات» ما مجموعه 460 نقطة احتجاج في عدة محافظات سورية أبرزها في إدلب، تليها حلب ودرعا وحماة وحمص ودمشق وريفها ودير الزور، فيما شهدت كل من الحسكة وطرطوس واللاذقية تحركات خجولة غالبيتها داخل الجوامع، وانعدمت التظاهرات في كل من الرقة والسويداء والقنيطرة. وتظاهر مئات المصريين والسوريين، أمام مبنى السفارة السورية بالقاهرة وأمام مسجد القائد إبراهيم في الإسكندرية، احتجاجاً على أعمال العنف التي يتعرض لها الشعب السوري. وشهدت الفلوجة في العراق، وكفركنا في أراضي عام 1948، وتونس، والمغرب، وطرابلس في لبنان، وإندونيسيا تظاهرات نصرة للشعب السوري نظمت غالبيتها قوى إسلامية متشددة. أمنياً، ضبطت السلطات الأمنية السورية، أمس، شاحنة محمّلة بالأسلحة في محافظة الرقة. وأعلن المصدر أن مجموعة مسلحة فجّرت أمس خطاً لنقل النفط في مدينة حمص. وكانت «مجموعة إرهابية» قد أقدمت الثلاثاء الماضي على تفجير خط ينقل النفط من مدينة حمص إلى دمشق والمنطقة الجنوبية، بحسب ما أفادت وكالة سانا.
(سانا، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)