القاهرة ــ الأخبار عاشت شبه جزيرة سيناء أياماً ملتهبة خلال أيام عيد الفطر، حيث نفذت في ثانيها غارة جوية استهدفت تجمعاً لمسلحين موالين لتنظيم «القاعدة» قيل إنه كان يستعد لإطلاق صواريخ على ايلات. وتضاربت الأنباء حول هوية منفذ العملية، الجيش المصري أم الجيش الاسرائيلي، قبل أن يحسم بالنفي والتأكيد لصالح الأول، في وقت تصاعدت فيه العملية في الصحراء، مستهدفة عناصر تكفيريين، وقد أدت إلى مقتل وجرح العشرات.
وأعلن المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة المصرية، العقيد أحمد محمد، أن نتائج العملية التي نفّذها عناصر القوات المسلحة ضد البؤر الإجرامية خلال الساعات الماضية أدت إلى سقوط حوالى «25 شخصا من العناصر الإرهابيين ما بين قتيل وجريح، إلى جانب تدمير مخزن للأسلحة والذخيرة». وقال إن العملية بدأت عند الساعة التاسعة من مساء السبت، حيث قام عناصر من القوات المسلحة بتنفيذ عملية نوعية ضد مجموعة إرهابية ممن تلوثت أيديهم بدماء شهدائنا من الجيش والشرطة المدنية في شمال سيناء، وذلك في جنوب قرية التومة بمدينة الشيخ زويد».
وأكد شهود عيان لـ «الأخبار» أن العملية التي نفّذتها القوات المسلحة استهدفت تجمعين للعناصر المسلحين من التكفيريين والجهاديين في منطقتي التومة والجميعة. وذكرت أن «عمليات الاستهداف جرت بواسطة صواريخ « هيل فاير».
وتعليقا على عملية سيناء، أوضحت مصادر «الأخبار»، أن المخابرات الحربية رصدت تحركات لمجموعات من المسلحين والخارجين عن القانون المتورطين في قتل الجنود المصريين فى النقطة الحدودية رفح في شهر آب من عام 2012، وفي خطف الجنود السبعة المصريين في أيار الماضي. وتابعت أن «هؤلاء العناصر المسلحين وثيقو الصلة بالمجموعة المسلحة، التي استهدفتها طائرات الأباتشي المصرية في الساعة الرابعة والربع من عصر ثاني أيام عيد الفطر، والذين كانوا ينوون زرع منصة صورايخ لاستهداف بعض المناطق والمواقع». وأضافت أن «طائرات الأباتشي تعاملت على نحو مباشر مع هذه البؤر بعدما رصدت كل المعلومات التي تؤكد تورطها في زعزعة استقرار سيناء».
وكان المتحدث العسكري قد أكد أن «طائرة أباتشي مصرية تولّت تصفية الخلية الإرهابية»، مؤكدا أن الصاروخ الذي كانت على وشك إطلاقه لم يكن يستهدف إسرائيل، بل مواقع مصرية، وجرى العثور في المكان على 3 صواريخ كانت مجهزة للإطلاق.
وكانت جماعة «أنصار بيت المقدس»، التابعة لتنظيم القاعدة، قد أصدرت بياناً قالت فيه إن طائرة إسرائيلية من دون طيار استهدفت خلية تابعة للجماعة قبل إطلاق قذيفة صاروخية باتجاه إسرائيل. وقالت إن «أربعة من مجاهديها قتلوا إثر استهدافهم بطائرة صهيونية بدون طيار»، منددة بـ«تعاون وتواطؤ الجيش المصري مع اليهود في جريمتهم هذه».
وشُيع المسلحون الأربعة أول من أمس، ومرت نعوش القتلى في العديد من المدن الحدودية في شمال سيناء. وشارك عشرات الرجال في مسيرة على شاحنات وهم يرفعون راية «المجاهدين» السوداء، ومرت عبر البلدات، في ما يبدو أنه تحد للجيش المصري.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون قد نفى تنفيذ جيش الاحتلال الإسرائيلي هجوما على خلية إرهابية في مدينة رفح بسيناء. وقال إن «إسرائيل تحترم السيادة الكاملة لمصر، ولن تسمح لشائعات وتكهنات كالتي جرى تداولها خلال الساعات الماضية، بأن تمس اتفاقية السلام بين الدولتين». وأضاف أن «إسرائيل تعلم وتتابع النشاط المتزايد للجيش المصري ضد البنية التحتية للإرهاب في سيناء خلال الفترة الأخيرة، ومن بينها الهجوم الذي نفذه نهاية الأسبوع الماضي، وتقدر ذلك النشاط، علما بأن مصر تدافع أولا وأخيرا عن أمن المواطنين المصريين والسيادة المصرية».
بدوره، رأى رئيس حزب «كاديما» شاؤول موفاز أن «لإسرائيل ومصر مصلحة مشتركة في التعاون في مكافحة الإرهاب»، معرباً عن اعتقاده بأن «الوضع الأمني يزداد سوءاً ما دامت تتصاعد الأزمة بين الجيش المصري وجماعة الإخوان المسلمين».
واحتلت الغارة في سيناء مركز اهتمام الصحف العبرية، حيث رأت «جيروزاليم بوست» ان القوات الجوية المصرية هي التي هاجمت خلية جهادية كانت تخطط لإطلاق صاروخ. وقالت إنه ليس بإمكان إسرائيل تنفيذ هجمات ضد الجماعات الإرهابية على أراضٍ تقع تحت السيادة المصرية، مشيرة إلى أن تزايد وجود الجماعات الإرهابية في سيناء يمثل تهديدا للأمن القومي الإسرائيلي والمصري على حد سواء. ورأت أنّ وجود إرهابيين في سيناء، التي هي جزء تابع للسيادة المصرية، يضع إسرائيل في أزمة مستمرة بشأن كيفية تعاملها مع التهديدات الناشئة عن هذا الوجود الإرهابي.
على الجانب المصري، أكد رئيس الحكومة الانتقالية حازم الببلاوي، دعم الحكومة الكامل للقوات المسلحة فى حربها ضد الإرهاب وتطهير سيناء من الإرهابيين. وقال إن «الحكومة تُحيي جهود أبناء سيناء الشرفاء الذين يساعدون القوات المسلحة في حربها ضد الإرهاب».