القاهرة | تتوّج زيارة لممثلة الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسات الأمنية، كاثرين آشتون، الى القاهرة أمس، سلسلة لقاءات بدأتها شخصيات أوروبية وأميركية قبل أسبوع مع التيارات السياسية، بهدف استطلاع أجواء التحركات المرتقبة في 30 حزيران، الذكرى الأولى لتولي محمد مرسي الرئاسة؛ والذي أعلنته التيارات السياسية المعارضة يوماً لإسقاط الرئيس. وقال الاتحاد الأوروبي، في بيان، إن آشتون ستجتمع خلال زيارتها لمصر مع الرئيس محمد مرسي، ووزير الخارجية محمد كامل عمرو، إضافة الى كبار الوزراء وزعماء المعارضة. كما ستناقش أيضاً آخر المستجدات في المنطقة مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، والمعارضة في ظل غياب الحزب الحاكم «الحرية والعدالة». ويبدو أن سخونة الأزمة في سوريا، دفعت آشتون الى وضعها على جدول أعمالها، حيث أضافت بعد قولها إنها تتطلع لمناقشة إمكانية تقديم المساعدة من قبل الاتحاد الأوروبي للمرحلة الانتقالية في مصر: «كما ستمنحني هذه الزيارة الفرصة للتأكيد على زيادة الدعم الذي يقدمه الاتحاد الأوروبي لجميع المتضررين من القتال في سوريا وأشيد بجميع دول الجوار التي تستضيف اللاجئين السوريين».
بدوره، قال سفير الاتحاد الأوروبي إن الممثلة الأوروبية «ستناقش خلال زيارتها لمصر التطورات الإقليمية الراهنة، خاصة الأوضاع في سوريا. وستتحدث مع الرئيس والقادة في القاهرة حول رؤية مصر للأزمة السورية، «لأن الدور المصري سيكون مهما للغاية في إيجاد تسوية للأزمة في سوريا، والولايات المتحدة وروسيا وإن دولاً أخرى تبذل جهودا لكن لا يمكن أن تتحقق تسوية سياسية مستدامة في سوريا دون دور مصري بناء، بالإضافة إلى وجود المبادرة المصرية الرباعية بشأن حل الأزمة السورية والتي تفكر مصر في إدراج بعض الأطراف الأخرى فيها»، بحسب ما أعلن سفير الاتحاد.
وأشار إلى أن «مباحثات آشتون ستتناول كذلك موضوع مياه النيل، لأن هناك حالة من التوتر في هذا الموضوع، والاتحاد الأوروبي لديه علاقات جيدة مع الدول الأفريقية ومع مصر، إضافة إلى أنها تريد الاستماع للجانب المصري وما يمكن القيام به لتهدئة التوتر والعودة لنوع من الحوار بين مصر وإثيوبيا».
من جهة ثانية، قالت مصادر مطلعة في جبهة الإنقاذ لـ«الأخبار» إنّ معظم قيادات الجبهة ستلتقي كاترين آشتون اليوم، في فندق كونراد، ومنهم حمدين صباحي، رئيس التيار الشعبي، وأحمد سعيد، رئيس حزب المصريين الأحرار، ومحمد العرابي، نائب رئيس حزب المؤتمر، وعماد جاد، نائب رئيس الحزب المصري الديموقراطي الاجتماعي. يأتي هذا في الوقت الذي رفض فيه أعضاء حملة «تمرد» لقاء أي من مسؤولي الاتحاد الأوروبي.
ورفض حركة «تمرد» لقاء أي مبعوث أميركي أو أوروبي كان بمثابة ضرب جديد في الساحة السياسية المصرية، التي اعتاد قادتها على قبول مثل هذا اللقاء، بمن فيهم جماعة الإخوان المسلمين، حينما كانوا الضلع الرئيسي في المعارضة المصرية إبان حكم الرئيس حسني مبارك. وجاء الرفض على لسان المتحدث الإعلامي محمود بدر عبر حسابه الشخصي على «فايسبوك»، قائلاً «تلقيت اتصالا هاتفيا منذ قليل من سفارة الاتحاد الأوروبي لطلب تحديد موعد للقاء مساعد كاثرين آشتون، اعتذرت عن عدم اللقاء وأخبرتهم بأن «تمرد» تستقوي بالشعب المصري وفقط في مواجهة أي طغيان، وأن خلافنا مع النظام سببه استقواؤه بالخارج على المصريين».
وبعد أن تُنهي لقاءاتها في مصر، تنتقل آشتون الى الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث تلتقي المسؤولين الفلسطينيين والاسرائيليين، قبل أن تنتقل الى قطاع غزة، حيث تلتقي فيليبو جراندي، المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا».
وزيارة آشتون هي الثانية التي تقوم بها الى مصر خلال أقل من ثلاثة أشهر.
وأعرب ممثلو الاتحاد الأوروبي والإدارة الأميركية في لقاءاتهم السابقة، والتي غابت عنها جماعة الإخوان المسلمين وحزبها «الحرية والعدالة»، عن أن مشاركة عدد ضخم من المواطنين في تظاهرات 30 يونيو ستعدّ بمثابة استفتاء شعبي على الرئيس محمد مرسي. واعتبروا أن الاتحاد الأوروبي كان يؤيد وصول الإخوان للحكم فى البداية، واكتشف الآن أنه كان الخيار الخاطئ. كما شددوا على ضرورة التعامل السلمي مع المتظاهرين، والدعوة إلى الحوار الجاد مع الأحزاب السياسية؛ فهو الحل السلمي والجاد لأي أزمة في أي مجتمع.
وشهدت اللقاءات قلقاً أوروبياً على الوضع في مصر، في ظل دعوات قوى تيار الإسلام السياسي إلى التظاهر هي الأخرى يوم 30 يونيو، مما قد ينذر بوقوع أحداث عنف. وبدا واضحاً أن الأوروبيين لديهم شعور بأن مشاركة عدد ضخم من المصريين في يوم 30 يونيو ستكون بمثابة استفتاء كبير على وجود الإخوان في الحكم.