حذر خبراء ومحللون اسرائيليون من الدخول المباشر لتل أبيب على خط الأزمة والحرب في سوريا، من بوابة فرض قواعد لعبة جديدة، تمنع نقل اسلحة «كاسرة للتوازن» إلى حزب الله. وعبر الاعلام العبري عن الخشية من أي تورط اسرائيلي في المعادلة الداخلية السورية، بعدما حاذرت تل ابيب التدخل المباشر طوال العامين الماضيين، وتركت المهمة لحلفائها في الغرب وفي المنطقة.
وأكدت صحيفة «اسرائيل اليوم»، أن الهجمات الاسرائيلية الأخيرة في سوريا، وإن كانت تحت عنوان «منع حزب الله من امتلاك سلاح كاسر للتوازن»، الا أنها تخدم المصالح الغربية من دون أن يضطر الغرب إلى التدخل بنفسه، مشيرةً إلى أن تل ابيب عملت في السابق «كذراع طويلة للولايات المتحدة في المنطقة، وحققت مصالح الغرب في الساحات التي كانت الدول الغربية تمتنع عن التدخل فيها بشكل مباشر ومكشوف».
وبحسب الصحيفة، «يمكن أن نرى في الهجمات الاسرائيلية ضد منشآت ووسائل قتالية في الأراضي السورية، بديلاً عن عمليات استراتيجية تأخر وصولها لكل من واشنطن ولندن وباريس، اذ إن الحضور الجوي الاسرائيلي في الميدان (السوري)، هو اهم تعبير عملي حيال التحرش بالنظام في دمشق، وحيال مواجهته»، مشددةً على أن «تكرار التدخل الاسرائيلي في القتال، يلائم تماماً المصالح الاميركية والاوروبية».
بدوره، أكد دان مرغليت في الصحيفة نفسها، على «حكمة الهجوم الاسرائيلي»، موضحاً أن «الحكومات الغربية تستخدم اسرائيل كجهة مرتزقة لاضعاف بشار الاسد، بينما هي مستعدة لذلك»، الا أن الكاتب حذر اسرائيل من أنه «لا توجد مصلحة بالتدخل في سوريا، واسرائيل ليست طرفاً في المعارك الدائرة هناك، فالمتمردون ليسوا بالضرورة اقل تهديداً من عائلة الاسد». اما معلق الشؤون العسكرية في «اسرائيل اليوم»، يؤاف ليمور، فأكد على أن «الاستعدادات للهجوم ( الاسرائيلي) التالي، قد بدأت بالفعل، والسؤال عما يمكن أن يحصل اذا تلقت اسرائيل في الأيام القريبة المقبلة، معلومات استخبارية تشير إلى نقل سلاح من سوريا إلى لبنان، خاصة أنهم في اسرائيل يدركون جيداً أن كل عمل كهذا يقرب سوريا وحزب الله من قرار الرد».
وكتب ايال زيسر في «اسرائيل اليوم»، مشيراً إلى أن «اسرائيل تريد من هجماتها في سوريا، أن تفرض قواعد لعبة جديدة وتمنع نقل سلاح متطور إلى لبنان»، لكنه تساءل في المقابل إن كان بإمكان حزب الله أن يرضى بقواعد اللعبة الجديدة. وبحسب زيسر، فإن «ما يحصل لا يتعلق بسلاح يكسر التوازن، بل هو كسر معادلة وقواعد لعبة كانت قائمة وموجودة منذ عقدين بين اسرائيل من جهة، وحزب الله وسوريا من جهة اخرى، وبموجب هذه المعادلة، جرى نقل سلاح متطور من سوريا إلى الاراضي اللبنانية».
صحيفة «هآرتس» ركزت على ما وصفته بالسؤال الاستراتيجي، والذي يتعلق بتأثير الهجمات على مجمل المقاربة الغربية من سوريا، وكتب معلق الشؤون العربية في الصحيفة، تسفي برئيل، مشيراً إلى أن «السؤال الاستراتيجي المطروح حالياً، ليس اذا كانت اسرائيل تتعرض لتهديد عسكري من جانب سوريا او حزب الله، بل بأي شكل قد تغير الهجمات الاسرائيلية، التفاهمات الدولية بشأن عدم التدخل العسكري في سوريا».
معلق الشؤون العسكرية في صحيفة «يديعوت احرونوت»، اليكس فيشمان، شدد على أن ما قامت به اسرائيل هو عمل موجه لسوريا، لكنه، بدرجة اكبر، خطوة صارخة ضد مصالح الايرانيين وحلفائهم في المنطقة، موضحاً أن «اسرائيل غير معنية من جهتها، بتبادل ضربات عسكرية مع سوريا او مع حزب الله، وآمل أن تكون هذه المخاطرة محسوبة»، وقال إن «الكرة الآن في ملعبهم، إلى أن يحين موعد المحاولة الجديدة المقبلة لتهريب السلاح، لكن من الواضح أنهم لن يوافقوا على العيش تحت حصار كحصار قطاع غزة».
من جهته، حذر ناحوم برنياع في «يديعوت احرونوت»، من أن «قدرة ايران وحزب الله على التحمل، ليست بلا حدود، وقد يأتي الرد من لبنان أو من سوريا، أو في أي مكان آخر في العالم، يتواجد فيه سياح اسرائيليون، أو سفارات أو طائفة يهودية، اذ إن اسرائيل ليست هي اللاعب الوحيدة في هذا الملعب».
معلق الشؤون العسكرية في صحيفة «معاريف»، عامير ربابورت، كان الاكثر تشاؤماً من بين المعلقين الاسرائيليين، وأكد أنه «في حال انقضى صيف 2013 من دون اندلاع حرب، فهذا سيكون امراً غير مفهوم، اذ إن هذا الصيف بدأ بغليان، وفي نهاية الاسبوع، احتدم التوتر»، وأضاف أن «اسرائيل كانت قد اوضحت، وعادت واوضحت في نهاية الاسبوع، بأن الخط الاحمر تجاه سوريا وحزب الله لا يزال على حاله، وهي مصممة على أن تحبط بالقوة، كل محاولة لنقل سلاح استراتيجي من سوريا إلى لبنان».