اكد الرئيس السوداني عمر حسن البشير، أمس، أنه يريد تحقيق السلام وتطبيع العلاقات مع جنوب السودان، وذلك في أولى زياراته لجنوب السودان بعد انفصاله عن الشمال عام 2011، فيما فرّ نحو 50 الف سوداني إلى جنوب شرق تشاد بعد تجدد الصراع القبلي في إقليم دارفور. وشدد البشير، بعد مباحثات عقدها مع نظيره رئيس جنوب السودان سلفا كير، على أن «إعادة استئناف ضخ النفط تعد نموذجاً للتعاون المشترك»، كاشفاً أنه جرى الاتفاق والتعاون على كافة الترتيبات اللازمة حتى تضخ الدماء في شرايين الاقتصاد في البلدين من أجل رفاهية الشعبين في البلدين.
واعلن البشير في كلمته أنه أمر بفتح حدود السودان مع الجنوب أمام حركة المرور، متوجهاً إلى «كافة أجهزة الدولة في السودان والمجتمع المدني للانفتاح على إخوانهم في جنوب السودان حتى يكون اتفاق التعاون واقعاً يمشي بين الناس».
واكد البشير أن زيارته التاريخية كانت ناجحة بكل المقاييس لأنها «تمثل نقلة في العلاقات بين البلدين».
من جهته، كشف كير أنه اتفق مع البشير على مواصلة الحوار لحل كل الخلافات بين البلدين، بشأن المناطق المتنازع عليها على طول حدودهما التي تمتد 2000 كيلومتر، وعلى استتباب الأمن في المناطق المنزوعة السلاح، وجعل الحدود مرنة ومفتوحة للناس والبضائع.
وقال كير «هذه أول زيارة للرئيس البشير بعد استقلال جنوب السودان، واتفقت أنا والرئيس البشير على تنفيذ كافة اتفاقيات التعاون التي وقعت في شهر ايلول الماضي، واتفقنا أيضاً على أن بعض القضايا تحتاج إلى مزيد من النقاش ولم نتفق بشأنها بعد، وهي تحتاج إلى حوار مثل ترتيبات الوضع النهائي لمنطقة أبيي، وتشكيل مجلس منطقة أبيي، وطالبنا ببدء تسديد نصيب أبيي من عائدات النفط المستخرج من المنطقة، وإعطاء الجنوب أيضاً نصيبه من نفط أبيي».
كذلك اعلن كير أنه لم يجرِ الاتفاق على وضع شركة سودابت، مشيراً إلى أن الطرفين اتفقا على مواصلة الحوار للوصول إلى اتفاق كامل.
وبعد اجتماعهما في القصر الرئاسي خلع البشير، الذي دعا كير إلى زيارة الخرطوم، ملابسه الرسمية ليرتدي جلباباً أبيض أدى به صلاة الجمعة في المسجد الكويتي بوسط جوبا. وقال البشير أمام 400 من المصلين إنه جاء إلى جوبا لأن البلدين يتمتعان الآن بأكبر فرصة لتحقيق السلام، مضيفاً إنهما لن ينجرفا إلى الحرب مجدداً.
من جهة اخرى، اعلن مسؤولون في الأمم المتحدة وتشاد أمس أن نحو 50 ألف سوداني فروا إلى جنوب شرق تشاد خلال أسبوع بعد تجدد صراع قبلي في إقليم دارفور المضطرب. وأوضحت المتحدثة باسم المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ميليسا فليمنج أن دائرة القتال اتسعت لأن كل طرف حصل على تعزيزات من حلفاء قبليين، وازداد الصراع عنفاً مع تدمير قرى بأكملها.
وفر اللاجئون إلى منطقة قاحلة على طول الحدود المشتركة بين تشاد والسودان وجمهورية أفريقيا الوسطى.
واوضحت فليمنج أن «المنطقة التي يصلون إليها نائية للغاية»، مضيفةً أن احتمال الإصابة بأمراض خطر قائم.
بدوره كشف حاكم منطقة سيلا في جنوب شرق تشاد الجنرال موسى هارون تيرجو أن نحو 52 مصاباً وصلوا منذ الخميس إلى المنطقة. واكد أن «الوضع مثير للقلق نظراً إلى أن المنطقة تفتقر إلى البنية الأساسية الطبية المناسبة... نجري تقويماً للاحتياجات بمساعدة المنظمات غير الحكومية، لكن الوضع خطير للغاية». إلى ذلك، قتل 3 اشخاص على الاقل، كما نقل عدد من الجرحى إلى المستشفى نتيجة تعرض مدينة كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان السودانية الجمعة لقصف يُعتقد أنه من متمردي الحركة الشعبية شمال السودان، فيما نفى المتحدث باسم المتمردين أيّ علم لجماعته بالقصف.
(رويترز، أ ف ب)