المنامة | تبلغ الاحتجاجات البحرينية ذروتها اليوم، في ذكرى «14 فبراير»، حيث تنشط قوى المعارضة السرية والعلنية في تنظيم فعاليات مختلفة تلتقي حول التصعيد بالاحتجاج، ومن ضمنه الإضراب العام، وهو ما حذرت السلطة من فرضه بالقوة، فيما يواصل السياسيون جلسات الحوار الوطني، حيث انعقدت الجلسة الثانية مساء أمس.
وبدأ التنظيم الشبابي السري في البحرين (ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير) فعالياته وأنشطته تحت شعار «قادمون يا فبراير»، عند منصف ليل الأول من شباط، معلناً برنامجه بتنفيذ إضراب عام وعصيان مدني يوم إحياء الذكرى الثانية للثورة بعنوان «إضراب الكرامة» و«نازلين» الى العاصمة.
وواصل الائتلاف فعالياته التحشيدية خلال الأيام الماضية في مختلف البلدات والمدن البحرينية بمشاركات شعبية ودعوة عوائل وآباء الشهداء والمعتقلين والشخصيات السياسية المؤثرة في الساحة البحرينية، وناشطي حقوق الإنسان. كذلك دعا إلى تصعيد الحراك الميداني عبر التظاهرات اليومية عصراً وفي الفترة المسائية، إضافة الى تنفيذ عمليات إغلاق للطرق والشوارع الرئيسية بالإطارات المشتعلة، وفي أوقاتٍ مفاجئة، وخصوصاً في وقت الذروة الصباحية أو المسائية.
وفي السابع من شباط، أطلق نسخة من وثيقته السياسية «ميثاق اللؤلؤ» باللغة الروسية، تزامنت مع زيارة وفد رسمي من الجمعيات المعارضة للعاصمة الروسية موسكو. و«ميثاق اللؤلؤ» هو وثيقة سياسية أطلقها ائتلاف شباب الثورة، قبل أيام من الذكرى السنوية الأولى، أوضح فيها ثوابته لانتفاضة 14 شباط، إضافة إلى خلاصة نظرته السياسية إلى الواقع، بما يعني عدم الاكتفاء بالتحريك الميداني، مثلما كان سائداً قبل ذلك. وتمّ وضع «الميثاق» بعد مشاورات واسعة جرت في الكواليس بين القوى السياسيّة التي تعمل من خارج مظلّة الدولة البحرينية.
ومع اقتراب يوم الذكرى الثانية، جدد الائتلاف دعوته لتأكيد النزول إلى الساحات والميادين، معلناً إصراره على العصيان المدني بدءاً من إطلاق دعوة سحب الأموال الخاصة من البنوك المحليّة في يومٍ واحد وآنٍ واحد، والتشديد على إطفاء الأنوار الخارجية للمنازل مساء اليوم، وإغلاق المحال التجارية منذ الساعة الثامنة مساءً، تمهيداً لانطلاق التظاهرات يوم «إضراب الكرامة» غداً والاستعداد لخوض غمار الزحف البشري نحو ميدان اللؤلؤة دون تراجع.
في المقابل، تنظم الجمعيات السياسية فعاليات خاصة بدأت مع بداية الشهر، ويتوقع أن تستمر حتى بعد غد، تحت عنوان «نداءات الثورة». ورغم الدعوات التي أطلقتها السلطة في البحرين لحضور مائدة «حوار التوافق الوطني»، واصلت المعارضة جدول أنشطتها بإطلاق التظاهرات اليومية في مختلف البلدات والمدن البحرينية.
من جهتها، اتخذت السلطة خيار التصعيد وتشديد القبضة الأمنية على المواطنين واستفزاز وإثارة حفيظة التيار المعارض عبر ضبابية آلية الحوار، وعدم الاستجابة لطلب المعارضة باستبعاد أفراد العائلة الخليفية الحاكمة عن حضور مائدة الحوار.
ونتيجة لذلك، قلّصت المعارضة مشاركتها في «حوار التوافق الوطني» الذي انطلقت أولى جلساته يوم الأحد الماضي، بالتزامن مع دخول تعزيزات إضافية لقوات «درع الجزيرة» السعودية عبر جسر الملك فهد. وقالت المتحدثة باسم الحكومة البحرينية، وزيرة الإعلام، سميرة رجب، «نتوقع للأسف تصعيداً في الشارع، وهذا قيل علناً، بأهداف متناسقة بين الحوار والشارع»، مشيرة خصوصاً الى وجود «تعمد للتصعيد ولإسقاط ضحايا للضغط على الحوار». وأضافت «كل همّنا حالياً أن يكون الحوار حواراً جاداً وتوافقياً بشكل عادل ومنصف لكي لا نصل الى أزمة جديدة».
في غضون ذلك، انعقدت الجلسة الثانية من الحوار مساء أمس، وبحثت في الأجندات والآليات المتبعة بهدف تعزيز الثقة بين المشاركين. وقال المتحدث باسم الحوار، عيسى عبدالرحمن، قبيل الجلسة، إن «أهم أهداف الحوار هو البحث عن أرضية مشتركة بين جمع المشاركين لتعزيز الثقة بينهم».