بغداد | يبدو أن الحكومة المحلية في محافظة الأنبار، غربي العراق، بدأت تشعر بخطر أكبر من السابق، وهي تواجه تنظيم «داعش»، الذي بدأ خلال الأيام الماضية استعادة بعض من بريق وجود عناصره في المحافظة، التي طوقتها القوات الحكومية العراقية، وقوات الحشد الشعبي، خلال الفترة الأخيرة.
ولطالما شكت حكومة الأنبار المحلية، وعشائر المحافظة «السُّنية»، قلة الدعم العسكري، وشحّاً في التسليح، رغم وجود أنباء عن أن الحكومة الاتحادية ستعمل على تسليح العشائر هناك، وتعزيز الضربات الجوية على معاقل تنظيم «داعش» في المحافظة، التي تُعتبر المركز الرئيسي لتنظيم «داعش» في العراق، قبل سقوط الموصل في حزيران الماضي. كذلك خرجت مناشدات من عشائر المحافظة بتدخل أميركي بري في المحافظة لدحر التنظيم، وهو ما رفضته الحكومة العراقية، مؤكدةً أن الجيش العراقي قادر على تحريرها.
وفي السياق، يعتزم وفد من محافظة الأنبار التوجه إلى واشنطن قريباً لإطلاع الأميركيين على حقيقة ما يدور في المحافظة، بحسب ما كشفت مصادر مطلعة لـ«الأخبار».
وأوضحت المصادر أن إرسال الوفد تقرر عقب الاجتماع الذي عُقد في السفارة الأميركية في بغداد، بين السفير، ستيوارت جونز ورئيس مجلس المحافظة، صباح كرحوت على رأس وفد من المحافظة، يوم الثلاثاء.
توجه لدى الحكومة
العراقية لاستحداث وزارة جديدة باسم «وزارة الحرس الوطني»


المصادر كشفت أن الوفد الذي سيغادر قريباً إلى واشنطن، سيتألف من عضو مجلس المحافظة، مزهر الفهداوي، وشخص يُدعى، حكمت سليمان، بالإضافة إلى اللواء طارق العسل قائد شرطة المحافظة السابق، فضلاً عن، شخصين آخرين، لم يُكشَف عنهما.
الوفد بحسب المصادر، التي تحدثت لـ«الأخبار»، سيجتمع مع مسؤولين في الكونغرس الأميركي، بالإضافة إلى تقديمه تقريراً عن المحافظة في إحدى جلسات الكونغرس، فضلاً عن «أنه سيتسلم دعماً أميركياً يصل إلى 200 مليون دولار، لتسليح العشائر في المحافظة». مصادر أخرى من داخل محافظة الأنبار، تحدثت لـ«الأخبار» أن رئيس مجلس المحافظة، صباح كرحوت، بحث مع السفير الأميركي، الدعم الأميركي للمحافظة، وكيفية التنسيق لمواجهة تنظيم «داعش». وكشفت المصادر عن «اتفاق جرى، بين الكرحوت وجونز، لفتح مركز تدريب مشترك بين واشنطن والقوات العراقية، لتدريب أبناء العشائر في المحافظة».
وبحسب المصادر، فإن المركز التدريبي، سيكون في قاعدة الحبانية شرقي الأنبار. وأعلنت المصادر لـ«الأخبار» وجود تأكيد من قبل السفير الأميركي، ستيوارت جونز لتقديم المساعدة السريعة واللازمة للأنبار، وتعهد للكرحوت بالقول: «سنستمر بدعمكم».
وتحاول الإدارة الأميركية أن تعيد تجربة الصحوات التي أسستها مع عشائر الأنبار وحكومتها المحلية قبل سنوات، من خلال تركيز الدعم عليهما الآن.يذكر أن الأنبار شهدت خلال اليومين الماضيين، مواجهات عنيفة، بين تنظيم «داعش»، والقوات الحكومية العراقية، المدعومة بقوات الحشد الشعبي، ومقاتلي العشائر، الذين صدوا هجوماً للتنظيم، صباح أمس، على المجمع الحكومي، وكذلك مبنى مديرية التربية والتعليم القريب منه. إلى ذلك (الأخبار)، حذر رئيس المجلس الأعلى، عمار الحكيم، أمس، من استهداف قوات الحشد الشعبي والتقليل من انتصاراته.
ودعا الحكيم خلال زيارته مدينتي السعدية وجلولاء في محافظة ديالى التي تحررت من قبضة «داعش» أخيراً، عشائر المنطقة الغربية إلى التماسك والنفير العام ضد «داعش».
إلى ذلك، كشف عضو البرلمان العراقي ومستشار الأمن الوطني السابق، موفق الربيعي، عن وجود توجه لدى الحكومة لاستحداث وزارة أمنية جديدة تضم القوات غير النظامية التي تقاتل إلى جانب القوات العراقية تحت اسم وزارة «الحرس الوطني»، على أن تتمتع بالاستقلالية الكاملة عن وزارتي الدفاع والداخلية. وأوضح الربيعي أن الحكومة تعكف حالياً على صياغة قانون الحرس الوطني العراقي الذي سينظم مهمات وعمل 3 تشكيلات مسلحة، هي قوات الحشد الشعبي، ومقاتلو العشائر السُّنية، وقوات البشمركة الكردية، لتدمج جميعها بوزارة واحدة جديدة تحمل اسم «وزارة الحرس الوطني».
(رويترز)