عبّرت إسرائيل يوم أمس عن استيائها جراء فشلها في دفع الغرب الى مواجهة ايران، وأعربت عن "اسفها الشديد" لتنازل الولايات المتحدة امام الايرانيين و"إعطائها مكانة الشريك في حل مشاكل المنطقة ومحاربة الارهاب".وقال وزير الخارجية الاسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، إن إسرائيل تعارض أي اتفاق بين إيران والقوى الغربية، وتحديداً الربط بين البرنامج النووي الإيراني والتعاون في الحرب ضد تنظيم "الدولة الاسلامية".

وفي أول تعقيب على الكشف عن رسالة بعثها الرئيس الأميركي، باراك أوباما، إلى المرشد الاعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، علي خامنئي، لفت ليبرمان إلى "أننا لسنا في مكان إعطاء أي نصيحة لرئيس الولايات المتحدة، لكن لدينا خلافات حول هذه القضية".
وخلال مؤتمر صحافي مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فديريكا موغيريني، التي بدأت زيارة لإسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة، أمس الجمعة، أشار ليبرمان إلى أن إسرائيل تعارض أية صفقة بين إيران والغرب والربط بين البرنامج النووي والحرب ضد "داعش"، واضاف: "اسرائيل تعارض هذا التوجه، اذ من غير المقبول ضم ايران الى تحالف المعتدلين ضد هذا التنظيم، فهي ليست شريكاً في اي حوار في الشرق الاوسط".
موقع "واللا" الاخباري العبري أكد وجود "اجواء غاضبة جداً" في تل ابيب، رداً على رسالة اوباما المزعومة لخامنئي، والتي كشفت عنها صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أول من أمس. ونقل الموقع عن مصدر سياسي رفيع المستوى تعقيبه على الرسالة بالقول إن "الرئيس أوباما اتخذ قراراً استراتيجياً بتحويل إيران إلى شريك أساسي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، والاستعانة بها في (حل) عدد من الأزمات المتلهبة في المنطقة".
واضاف المصدر أنهم في إسرائيل لم يتفاجأوا من عرض أوباما علاقات متبادلة وربط بين الاتفاق النووي والتعاون المشترك لمكافحة "التنظيم الإرهابي السني، الذي يقاتل حلفاء ايران الشيعة في سوريا وفي العراق"، ولفت الى ان "التقارب بين ايران والولايات المتحدة موجود منذ عدة اشهر، وتحديداً بما يتعلق بداعش، ونحن آسفون جداً أن أوباما يصر على عدم فهم إيران وأنها ستقاتل داعش حتى من دون صلة بالموضوع النووي". وقال إن "قرار تحويل ايران الى لاعب أساسي في المنطقة، هو خطأ استراتيجي".
من جهته، جدد رئيس الحكومة الاسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مواقفه الرافضة لمحاربة تنظيم "الدولة الاسلامية" من دون محاربة ايران، مشيراً خلال لقائه وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي، ان "قضية ايران لا تزال تمثل اخطر تحد يواجه العالم".
وأعرب نتنياهو عن تقديره لـ "الجهود المبذولة لمحاربة داعش"، لكنه اكد في المقابل ان "هذا الأمر لا يجوز أن يأتي على حساب المساعي لمنع ايران من امتلاك سلاح نووي"، واضاف: "يُستحسن عدم التوصل إلى اتفاق مع إيران، مقابل توقيع صفقة تكون سيئة، وتسمح لها بالاحتفاظ بقدرات تخصيب اليورانيوم"، وقال ان "ايران لا تشكل تهديداً لإسرائيل التي تريد تدميرها، بل ايضاً لكل منطقة الشرق الاوسط وما بعدها".
وأبرزت وسائل الاعلام العبرية امس، تصريح مستشارة الأمن القومي الأميركي، سوزان رايس، ونفيها وجود اي تعاون عسكري بين الولايات المتحدة وايران في اطار الحرب على "داعش". ويأتي تصريحها في اطار التعليق على ما ورد في صحيفة "وول ستريت جورنال"، التي نشرت رسالة اوباما السرية الى خامنئي، عرض فيها اتفاقاً حول البرنامج النووي الايراني، مقابل المساعدة في الحرب ضد "داعش".