القدس المحتلة |بدأت حملة انتقام المستوطنين من الفلسطينيين، مساء أمس، بعد عملية استهداف المتطرف اليميني إيهودا غليك، على يد الشهيد معتز حجازي، إذ حاول مستوطنٌ دهس الشاب علي الشاويش (35 عاماً) الذي يسكن في حي باب حطه في البلدة القديمة.وسرد شقيق الشاويش، محمد، لـ«الأخبار»، حيثيات الجريمة، قائلاً: «كان شقيقي علي في عمله حينما أقدم مستوطن على دهسه في منطقة باب الخليل، حيث كان يعمل بتنسيق النباتات المزروعة في جزيرة الشارع، ففوجئ بسيارة متوجهة إليه بسرعة كبيرة، قذفته خارج الجزيرة، متسببةً بكسرٍ في قدمه وقفصه الصدري».

وتابع: «حاول المستوطن الفرار لكن الشبان في الشارع احتجزوه إلى حين قدوم الشرطة الإسرائيلية التي أخلت سبيله بعد مدة وجيزة»، مشيراً إلى أنه كان على الشرطة إطلاق النار على المستوطن، تماماً مثلما قتلوا الشهيد عبد الرحمن الشلودي، الذي قُتل بسبب دهسه لمستوطنين، أو اعتقاله على أقل تقدير، «لكن العنصرية اليهودية هي التي تسيطر».
وفيما اشتعلت القدس المحتلة وأحياؤها احتجاجاً على منع المصلّين الذين هم دون الخمسين عاماً من دخول المسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة فيه للأسبوع الخامس على التوالي، شهدت المدينة احتجاجات واسعة على استشهاد معتز حجازي. وتظاهر المئات من المقدسيين، عقب صلاة الجمعة في حي واد الجوز، وانطلقوا في مسيرة تدعو إلى إنهاء الاحتلال وإلى الانتقام لمقتل الشهداء، قبل أن يفضها الاحتلال بإطلاق القنابل الصوتية والرصاص المطاطي.
وأفاد شهود عيان باندلاع مواجهات في قرية العيساوية شمال مدينة القدس، وفي كلٍ من بلدة القدس القديمة وحي واد الجوز ومخيم شعفاط والطور وسلوان وجبل المكبر، وكلها أدت إلى وقوع إصابات لم يحدّد منها سوى 25 إصابة بالرصاص المطاطي جرت معالجتها ميدانياً و4 إصابات حُوِّلت إلى مستشفى «المقاصد»، وفق مدير إسعاف «الهلال الأحمر» الفلسطيني أمين أبو غزالة، كما اعتقلت قوات الاحتلال خلال تلك المواجهات في القدس 11 مواطناً.
من جهة أخرى، أكد أحد حراس المسجد الأقصى، ويدعى رجائي الترهي، لـ«الأخبار»، أن تزايد عدد الأيام التي يمنع فيها المسلمون من دخول المسجد، «يصب في خدمة المشاريع المطروحة من أعضاء الكنيست اليمينيين التي ترمي إلى سحب الوصاية الأردنية على المسجد الأقصى وتقسيم المسجد بين اليهود والمسلمين».
وفي بلدة سلوان، جنوبي المسجد الأقصى، ذكرت وسائل إعلام محلية فلسطينية أن وحدة إسرائيلية ضمت أكثر من مئة جندي داهمت الحي فجر أمس، واقتحمت عدداً من المنازل قبل أن تعتقل مدير مركز معلومات وادي حلوة، جواد صيام، وثلاثة آخرين.