بعدما أعلنت جماعة «أنصار الله» رفضها أحمد عوض بن مبارك لرئاسة الحكومة اليمنية، أوضح زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي أسباب الرفض الذي تلى تسمية بن مبارك كمرشحٍ توافقي، بعد أسابيع على اندلاع الأزمة في البلاد. في هذا الوقت، بدأت تتكشف ملامح المعركة المرتقبة في محافظة البيضاء بين «القاعدة» والحوثيين، إذ قام التنظيم، أمس، بسلسلة تفجيرات ضد قوات الأمن اليمنية، على خلفية اتهامهم بـ«التعاطف مع الحوثيين».
وأعلن الحوثي، في خطابٍ متلفز أمس، أن المرحلة في اليمن تتطلب رئيس حكومةٍ مرحباً به من الجميع. وأوضح أن السفير الأميركي في صنعاء «يتدخل بشكلٍ سافر في شؤوننا»، مؤكداً عدم قبول الجماعة بأن يكون رئيس الحكومة «مرشحاً من قبل سفارات معينة». وفيما أبدى احترامه لبن مبارك «الذي تنقصه بعض المعايير»، تمنى الحوثي من الرئيس عبد ربه منصور هادي «ألا يكون دميةً في يده».
وقال زعيم «أنصار الله»، التي تسيطر على المرافق الحكومية في العاصمة صنعاء منذ أسبوعين، إن الجماعة «فوجئت بتسمية رئيس للحكومة بعد لقاء الرئيس هادي للسفير الأميركي رغم استبعاده في التوافق»، مضيفاً: «يجب أن ننهض بالبلد من دون الرهان على الآخرين ومن دون إملاءات خارجية». وعن المشهد الجديد الذي صنعته الجماعة بعد دخولها العاصمة، رأى الحوثي أن «قوى إقليمية ودولية اضطرت في نهاية المطاف للترحيب بالصيغة السياسية الجديدة».
وعن الأحداث الأمنية التي اندلعت أمس في محافظة البيضاء، قال الحوثي إن «تحريك القاعدة الآن في محافظات عدة منها البيضاء هو تحريك خارجي». وكانت «القاعدة» قد بدأت، أمس، بتنفيذ إعلان الحرب الذي أطلقته على الحوثيين قبل مدة، حيث شنّ التنظيم سلسلة هجمات، بينها هجوم انتحاري، أدى إلى مقتل عشرة عناصر من الشرطة، في حصيلةٍ غير نهائية للمستشفى الرئيسي في المدينة. وشنّ شخص يعرف باسم أبو دجانة اللحجي الهجوم على مقر قوات الأمن الخاصة، ما أدى إلى مقتل تسعة من عناصر الجهاز، كذلك استُهدف مقر شرطة المرور وحاجزي تفتيش تابعين للجيش، بحسب مصادر محلية وأمنية. وأكدت مصادر محلية في المحافظة، أن الهجوم أعقب اجتماع لزعماء قبليين محليين بعضهم مرتبط بتنظيم «القاعدة»، تقرر خلاله أن «يتم التصدي لتمدد الحوثيين في المنطقة». كذلك ذكرت المصادر أن شيوخ القبائل السنية، اعتبروا أن هناك عناصر «متعاطفة مع الحوثيين» في صفوف قوات الأمن في المدينة.

(لأخبار، أ ف ب)