لا تهدأ الهواتف أثناء الاستعداد لدخول القوات البرية إلى بلدتي نبّل والزهراء، شمال غرب حلب، ضمن مواكب سيّارة استقبلها أهالي المنطقة بحفاوة. الطريق إلى المنطقة ليس نزهة أبداً، إذ يتعرض المارة عبر الطريق الزراعي الفاصل بين البساتين لقذائف المسلحين. إصابات طفيفة بين إعلاميين يتبعون لوسائل إعلام محلية جراء سقوط قذائف متفرقة، على الطريق المؤدي إلى البلدتين.
لا يصدق الأهالي عيونهم، حيث تدخل القوات من المدخل الرئيسي إلى نطاق البلدتين.
العلم السوري وصور الرئيس بشار الأسد وأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله تغطي كل شيء. زغاريد نساء نبّل والزهراء تكاد تعلو على أصوات الرصاص.
يدخل أول عناصر الجيش السوري وقوات الحلفاء دخول الأبطال المنقذين الذين يستقبلهم المدنيون برش الأرز والورود. هي ثلاث سنوات ونصف سنة من الأسر خارج حدود الدولة. الموت يحيط بالمنطقة من كل حدب وصوب، لكن الزهراء وجارتها نبّل صمدتا. تمضي السيارات داخل شوارع البلدتين حاملة العلم السوري، فيما يحتل العناق جميع المشاهد بين الأهالي المستقبلين أقاربهم مع عناصر الجيش ورفاقهم.
70 ألفاً من المدنيين، بينهم المئات مِمّن حملوا لواء الدفاع عن البلدتين، ضمن محيط مشتعل. إصابات عدة وقعت بين صفوف المدنيين المحتفلين بالنصر الأخير، جراء سقوط قذائف مصدرها بيانون القريبة، الواقعة تحت سيطرة المسلحين.
13 غارة جوية على مواقعهم في بيانون ورتيان وحيان وماير كانت كفيلة بإكمال عرس الأهالي. ترد الأنباء من الجيش السوري مساء أمس بسقوط ماير نارياً، ما يعني إعلان سقوطها الفعلي خلال الساعات القادمة. أخبار ميدانية جديدة أيضاً عن انسحاب أغلب مسلحي كفرنايا، الواقعة شمال نبّل والزهراء. وألقت اللجان الشعبية القبض على 3 مسلحين، أمس، في محيط البلدتين الخارجتين من الحصار، في حين دمّر الجيش دبابة للمسلحين في ماير، ما أدى إلى مقتل وجرح طاقمها. «سقوط ماير يعني رفع عبء ثقيل عن نبّل والزهراء»، تقول مصادر ميدانية. وتشير إلى أن سيطرة الأكراد على قريتي الزيارة والخريبة الواقعتين على تماس مباشر مع نبّل والزهراء من الجهة الجنوبية الشرقية تريح الجبهة المفتوحة.
وتؤكد المصادر أن فك الحصار لا يعدو كونه طريقاً عسكرياً، إذ لم يتم تأمين طريق للمدنيين بعد.