بدأت قوات البشمركة التي تتلقى دعماً جوياً أميركياً بتحقيق تقدم ميداني على حساب «الدولة الإسلامية». وأفاد مسؤول حزبي في إقليم شمال العراق، بأن قوات البشمركة تمكنت مساء أمس، من استعادة السيطرة على سد الموصل شمالي البلاد، بعد انسحاب مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية» منه.
وقال المتحدث بإسم الحزب الديموقراطي الكردستاني في مدينة الموصل، سعيد مموزيني، إن «قوات البشمركة سيطرت بالكامل على سد الموصل»، مضيفاً أن «أرتالا عسكرية تقدّر بأكثر من 60 دخلت السد، وأن الأهالي استقبلوهم بالورود والحلوى والأهازيج».
وكانت القيادة الأميركية الوسطى قد كشفت أن طائرات أميركية شنّت أول من أمس 9 غارات جوية على مقاتلي «الدولة» قرب مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان، وسد الموصل شمالي العراق. وأوضحت في بيان نشره موقع وزارة الدفاع الأميركية أن الغارات نفذتها طائرات أميركية مقاتلة وأخرى من دون طيار، وحققت أهدافها بنجاح؛ حيث دمرت أو ألحقت أضراراً بأربع حاملات أفراد مدرعة وثماني مركبات مصفحة، ومركبتين من طراز همفي.
من جهته، حذر مكتب القائد العام للقوات المسلحة العراقية، أمس، كل الدول من استغلال الوضع الأمني في شمال العراق واختراق السيادة الوطنية وتزويد جهات محلية بالسلاح دون موافقة الحكومة العراقية.

استعادة القوات
الأمنية السيطرة على مصفاة الحديثة النفطية

ونقلت قناة العراقية شبه الرسمية، عن مكتب القائد العام للقوات المسلحة قوله، إنه «لوحظ خلال الأيام الماضية اختراق طائرات عسكرية لأجوائنا وتسليم تجهيزات عسكرية دون موافقة الحكومة العراقية».
في هذه الأثناء، قال مصدر أمني في مدينة خانقين (180 كلم شمال شرق بغداد)، إنه تم نشر عناصر استخبارية ووحدات قتالية إلى جانب دوريات من قوات الأسايش (الأمن الكردي)، لتعقب «الخلايا النائمة» لـ«الدولة» في المدينة. وقال إن «قوات ومفارز استخبارات الأسايش انتشرت في كل مناطق خانقين بحثاً عن خلايا نائمة مرتبطة بالدولة الإسلامية، لمنعها من إحداث فوضى أمنية تثير هلع السكان».
من جهته، أكد رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني، أول من أمس، أن «المخططات الإرهابية ستفشل». وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، إن «الحرية والديموقراطية في الإقليم دفعتا الأصدقاء إلى مساعدتنا في حربنا ضد الإرهاب، والإقليم سيفشل الخطط الإرهابية». من جهته، قال شتاينماير موجهاً حديثه للبرزاني، «لن نترككم وحدكم»، مضيفاً أن «الاتفاق في ألمانيا كان على منح مبلغ 4.5 ملايين يورو، ولكن في ما بعد اتصل رئيس إقليم كردستان وطلب زيادة فقمنا بزيادة 20 مليون يورو، وبالفعل وصلت الدفعة الأولى من المساعدات للنازحين وهناك دفعة أخرى قادمة»، داعياً «العراقيين إلى الاتحاد لكي يستطيعوا محاربة الإرهاب ودحره».
وفي تصريح إلى صحيفة «بيلد أم روزنتاغ» نشر أمس، لم يستبعد شتاينماير إرسال أسلحة إلى الأكراد لمحاربة «الدولة»، قائلاً «لا نستبعد أي شيء، وننظر إلى ما هو ممكن، وسنقوم بعمل المطلوب بشكل سريع عندما يكون ذلك ممكناً». وتطرق إلى احتمال استقلال إقليم شمال العراق، مشدداً على «أن قيام دولة كردية مستقلة يؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار في المنطقة، ويفتح الطريق أمام توترات جديدة»، معرباً عن أمله بالحفاظ على وحدة أراضي العراق.
في غضون ذلك، أعلن رئيس مجلس محافظة الأنبار، صباح كرحوت، استعادة القوات الأمنية تساندها العشائر مصفاة الحديثة النفطية، بعد طرد عناصر «الدولة» منها.
وأضاف أن «استعادة السيطرة على هذه المصفاة وإعادة العمل فيها سيساهم بشكل كبير في تزويد الأنبار بالمشتقات النفطية وسد النقص الحاصل في المحافظة».
في غضون ذلك، قال المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية قاسم عطا، أمس، إنه تم استكمال الاستعدادات للقيام بحملة عسكرية واسعة لدخول ناحية جرف الصخر شمالي محافظة بابل، وسط العراق، التي تشهد عمليات عسكرية لتطهيرها من مسلحي «الدولة». وأضاف أن «القوات الأمنية ستدخل جرف الصخر قريباً، وستندفع شمالاً وصولاً إلى الفلوجة (في محافظة الأنبار، غربي العراق)»، من دون أن يحدد موعداً لذلك.
من جهة أخرى، حسم قائمقام قضاء سنجار، ميسر حجي صالح، الأخبار المتضاربة حول عدد من تم إعدامهم في بلدة كوجو على يد «الدولة»، ومن خطفوا من الأطفال والنساء يوم الجمعة الماضي. وأوضح أن «تنظيم الدولة الإسلامية ارتكب مجزرة بشعة جداً في كوجو الجمعة، ووفق المعلومات التي جمعناها من شيوخ العشائر في البلدة، فقد تم إعدام 413 شخصاً من أهاليها من عمر 13 عاماً وما فوق، جميعهم من الإيزيديين». وأضاف «كما تم سبي 700 امرأة وطفل، والأطفال هم من عمر 12 سنة فما دون، وجميعهم من الإيزيديين أيضاً».
(الاخبار، أ ف ب، الاناضول)