لا يرحل العظماء، تتبدّل مواقعهم فقط. الديباجة السابقة مطروقة في وصف الكبار، للتعبير عن مكانتهم. لكن غسان كنفاني، الراحل الذي غاب فقط، بقي في موقعه الذي رسمته فلسطين له. فلسطين التي ما إن كبر فيها، حتى هُجّر منها، هي ذاتها التي نضج على وعيها وحياتها، وإيمانه بتحريرها من الاحتلال وخلّانه، الذين تكاثروا على هوامش الحاضر والأمس والمستقبل. من قرأ غسان، من يقرأ غسان، سيقرأ القادم، إسرائيل المهزومة على أبواب فلسطين. من يقرأ غسان، سيقرأ فقط، فلسطين الحق والحقيقة.