بعد احتفالات «إعلامية» استمرّت لساعات بذريعة «تحرير مبنى المخابرات الجوية في حلب»، أدلت المصادر «الجهادية» بتصريحات متضاربة لـ«الأخبار». وأكد مصدر من داخل «غرفة عمليات أهل الشام» أنّّ «المجاهدين لم يحرروا بعد مبنى المخابرات، لكنهم حققوا تقدماً كبيراً، وننتظر البشرى بين ساعة وأختها».
وكانت «الغرفة» قد أعلنت في بيانٍ لها بدء «المرحلة الثانية من معركة بتر الكافرين للسيطرة على مبنى المخابرات الجوية والمناطق المحيطة»، بمشاركة «جبهة النصرة»، «الجبهة الإسلامية»، «جيش المهاجرين والأنصار»، «جيش محمد»، و«كتائب أبو عمارة».
وفي السياق، عيّن «جيش المهاجرين والأنصار» «أبو أسماء الداغستاني» أميراً عسكرياً في بلليرمون والزهراء خلفاً لمهند الشيشاني، الذي قُتل في معارك جبهة «الجوية» قبل أيام.
بدوره، قال مصدر من «المكتب الإعلامي لجبهة النصرة» إنّ «المجاهدين استطاعوا تجاوز أسوار المبنى بالفعل، لكن القصف الجوي بالبراميل المتفجرة دفعهم إلى التريث قليلاً، في انتظار اللحظة المناسبة لاستكمال اقتحامه». في الوقت ذاته، قال مصدر من «جيش المهاجرين والأنصار» إنّ «بإمكان المجاهدين لا تحرير المبنى فحسب، بل تحرير حلب بالكامل، لكن ينقصنا الدعم. وقد خسرنا عدداً كبيراً من الشهداء بسبب نقص الذخيرة، واضطررنا إلى إيقاف الهجوم مؤقتاً». وعلمت «الأخبار» أن السيطرة على ساحة النعناعي غربي جمعية الزهراء تُعتبر في حدّ ذاتها هدفاً «استراتيجياً» للمهاجمين، حيث تمّ في أوقات سابقة البدء بحفر أنفاق عدة، بغية الوصول إلى داخل المبنى عبر «انغماسيين». ويمثّل استكمال حفر الأنفاق الهدف الأساسي وراء تكرار دخول المسلحين إلى الساحة التي تبعد حوالى كيلومتر واحد، رغم أن الجيش السوري عادة ما ينجح في استعادة المنطقة. يُذكر أن المحطة الأولى من «معركة بتر الكافرين» كانت قد أعلنت في تموز الماضي، وتولّت تنسيقها حينها «غرفة عمليات الوعد الصادق».