خط الاتصال بين القيادي السابق في حركة فتح محمد دحلان وبين حماس، أكده مصدر مقرب من الأخيرة، لفت إلى وجود أدلة على مثل هذا التقارب بين الطرفين، منها سماح حماس بعودة ثلاث شخصيات مقربة من دحلان إلى غزة، هم: ماجد أبو شمالة، وسفيان أبو زايدة، وعلاء ياغي.
المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه، قال إن «هؤلاء الثلاثة معروفون بقربهم الشديد من دحلان، وهم غير مقربين من الرئيس (محمود) عباس»، متسائلاً: «فلماذا تسمح حماس لهم بالعودة؟».
ويفسر المصدر المقرب من حماس، عودة حلفاء دحلان إلى القطاع، ومنحهم حرية العمل هناك، بوعود قطعها الأخير بـ«العمل على تخفيف الحصار المصري عن قطاع غزة، وذلك بحكم علاقاته مع السلطات في مصر».
ورداً على سؤال طرحته وكالة «الأناضول»، عن مدى صحة التقارب بين حماس ودحلان، على القيادي في حماس صلاح البردويل، لم ينف النبأ ولم يؤكده، قائلاً: «حماس مستعدة لأن تمد يدها للجميع لتجاوز مرحلة الانقسام عملياً وسياسياً».
ورداً على سؤال آخر عن إمكانية المصالحة مع دحلان، قال البردويل إن «حماس تمدّ يدها للمصالحة في هذه الفترة للجميع، باعتبارها أفضل الفترات التي يمكن أن تنتهز لمواجهة إسرائيل، ولا سيما بعد فشل المفاوضات».
وأضاف: «دحلان لا يختلف عن الرئيس عباس كثيراً، ولا يختلف عن أي شخص آخر في حركة فتح، والمقابلة معه ليست مشكلة، لكن المهم النتيجة»، وذلك في إشارة إلى الوعود التي قيل إن دحلان قطعها للحركة بتخفيف الحصار عن القطاع.
وفي ما يتعلق بإمكانية سماح «حماس» لدحلان بزيارة غزة، أجاب البردويل: «هذا الأمر خاضع للدراسة؛ لأن الأمر متعلق بحسابات سياسية وقضائية».
من جهة أخرى نفت وزارة الداخلية والأمن الوطني، التابعة للحكومة المقالة بغزة، وجود أية قرارات أو تعليمات باعتقال ومحاكمة مطلقي الصواريخ على إسرائيل من القطاع.
وأكدت الوزارة، في بيانٍ أمس، أن الوثيقة التي نشرتها بعض وسائل الإعلام، وتحمل تعليمات لوزير داخلية حكومة غزة، تأمر باعتقال مطلقي الصواريخ ومحاكمتهم، هي «وثيقة مزورة، ومحض كذب وتزوير وافتراء ولا وجود لأي أصل لها». وأضافت الوزارة أن هذه الوثيقة «لن تنطلي على أبناء الشعب الفلسطيني والأمة العربية، وستظل وزارة الداخلية حامية لظهر المقاومة»، مشيرةً إلى أن «من يقوم بهذه التلفيقات والتأليفات هي جهات سقطت في وحل الخيانة والتنسيق مع إسرائيل». في غضون ذلك، دعا القيادي في حركة الجهاد الإسلامي بالضفة الغربية، خضر عدنان، أمس، الفصائل الفلسطينية إلى «توقيع ميثاق شرف بين الفلسطينيين يقضي بمنع اعتقال الأخ لأخيه الفلسطيني وتوحيد الصف والأهداف والوقوف جنباً إلى جنب لمقاومة الاحتلال».
وقال عدنان إن «السلطة الفلسطينية شنّت حملة اعتقالات واستدعاءات واسعة خلال الأيام الأخيرة، طاولت عناصر من جميع الفصائل الفلسطينية، ولا سيما حركة حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية وغيرها». وأضاف: «لا يوجد أي مبرر لهذه الهجمة التي تشنها السلطة في صفوف الشباب والمناضلين، فهم لم يرتكبوا أي جرائم أخلاقية أو أمنية تستدعي اعتقال الشباب والزج بهم في السجون لعدة أيام أو أشهر»، متسائلاً: «هل هذا جزاء وتكريم مناسب بحق كل من يناضل من أجل قضيته ووطنه؟».
إلى ذلك، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية بشدة، شنّ السلطات الإسرائيلية حملة هدم واسعة لمنازل المواطنين الفلسطينيين في أحياء «جبل المكبر»، «صور باهر» جنوبي مدينة القدس الشرقية، و«بيت حنينا»، شمالي المدينة. وفي بيان صادر أمس، دعت الوزارة إلى «فضح سياسة إسرائيل في هدم منازل الفلسطينيين بالجملة، باعتبارها انتهاكاً صارخاً لاتفاقيات جنيف، وجريمة حرب يعاقب عليها القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني».
(الأناضول، أ ف ب)