وقعت قطر مذكرة للاستحواذ على 25% من أكبر مطارات روسيا
ويُتوّقع أن يتخلّل زيارةَ تميم توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مجالات من بينها الطاقة والاستثمار. اتفاقيات استُهلّت بإبرام شركة الخطوط الجوية القطرية مذكرة تفاهم للاستحواذ على حصة بقيمة 25% من مطار فنوكوفو، ثالث أكبر مطارات روسيا، الواقع قرب العاصمة الروسية. وإذ رفض الرئيس التنفيذي للشركة، أكبر الباكر، تحديد قيمة الصفقة، فإنه توقع إتمامها خلال ثمانية أسابيع من تاريخ توقيع الاتفاق المبدئي. وكانت قطر وروسيا وقّعتا، في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، اتفاقية للتعاون العسكري التقني، ومذكرة تفاهم بين وزارة الدفاع القطرية وشركة «روسو بورن إكسبورت» الروسية في المجال نفسه. وفي نهاية كانون الثاني/ يناير الفائت، أعلنت الدوحة أن مفاوضاتها مع موسكو بشأن حصولها على منظومة «أس 400» الروسية للدفاع الجوي باتت في «مرحلة متقدمة».
هذه الإعلانات وما سبقها من زيارة لوزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إلى الدوحة في آب/ أغسطس الماضي، وما أعقبها من تكثيف للاتصالات بين البلدين تُوّج بزيارة تميم إلى موسكو، كلّها تعزّز فرضيتين: أولاهما أن قطر لا تريد «وضع بيضها في سلة واحدة»، بمعنى أن تنويع علاقاتها على المستويات كافة، واستعدادها للمناورة سياسياً في غير ملف خصوصاً في ما يتصل بأزمتَي سوريا واليمن، هو جزء من استراتيجيتها في مواجهة دول المقاطعة. وثانيتهما أن روسيا تريد من جهتها الاستفادة من «الشقاق» الحاصل في منطقة الخليج، لتعزيز آليات عملها في ساحات نفوذها، لا سيما على الملعب السوري.
على خط موازٍ، يسجّل السودان ابتعاداً إضافياً عن المعسكر السعودي - الإماراتي، بعدما كان أرسل، في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، إشارات إلى تموضع إقليمي جديد، عندما منح تركيا حق الاستثمار في جزيرة سواكن، الواقعة على البحر الأحمر. خطوة استكملتها الخرطوم، أمس، بإعلانها اتفاقية مع الدوحة تمنح الأخيرة بموجبها حق تأهيل ميناء سواكن بقيمة 4 مليارات دولار. وقال وزير النقل السوداني، مكاوي محمد عوض، في تصريحات صحافية، عقب مباحثات مع نظيره القطري، جاسم بن سيف السليطي، الذي بدأ زيارة إلى السودان الأحد، «(إننا) نريد إنشاء توأمة بين ميناءي سواكن وحمد (القطري)».
هذا الإعلان، الذي يعزّز الجفاء بين الخرطوم وبين الرياض وأبو ظبي، يُعدّ خطوة متقدمة أخرى على طريق تدعيم موقع قطر وتقوية أوراقها في مواجهة خصومها، شأنه شأن الدعم التركي المتواصل على المستويات كافة، والتعاون المتزايد على خط أنقرة - الدوحة. تعاون تجلّت آخر فصوله أمس بإعلان وزارة الدفاع القطرية أن قواتها أجرت، خلال الفترة الممتدة من 14 وحتى 22 آذار/ مارس الجاري، مناورات مشتركة مع القوات التركية باسم «عرين الأسد».