لم يتوقف الرفض الشعبي الواسع للقرار الأميركي بشأن القدس، فلليوم السادس على التوالي شهدت مدن عربية تحركات احتجاجية، من ضمنها مدن أردنية وسورية ويمنية.في الشق الدبلوماسي، أكد وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، لنظيره الأميركي ريكس تيلرسون، أن قرار واشنطن «يشكل خرقاً للقانون الدولي ولا أثر قانونياً له».

وقالت وزارة الخارجية في بيانٍ أمس، إن الصفدي أبلغ تيلرسون، خلال اتصال هاتفي، «نتائج اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي اختتم أعماله في القاهرة فجر الأحد (الماضي)»، مؤكداً أن هناك «موقفاً عربياً موحداً لمواجهة تبعات القرار»، وحضّ على «إيجاد أفق سياسي لتحقيق حل الدولتين وفق مبادرة السلام العربية». كذلك أعلن الديوان الملكي الأردني أن الملك عبدالله الثاني ونظيره السعودي، سلمان بن عبد العزيز، عقدا أمس مباحثات في الرياض، تناولت تداعيات القرار الأميركي. من جانبها، جددت السعودية، أمس، استنكارها للقرار الأميركي، ودعت واشنطن إلى التراجع عن تلك الخطوة.
أما في سوريا، فتواصلت التظاهرات المنددة بقرار ترامب، حيث نفذ فرع السويداء للاتحاد الوطني لطلبة سوريا وقفة تضامنية مع القدس، كما شهدت مدينة دير الزور وقفة احتجاجية رفضاً للقرار.
على الصعيد الدولي، استمرت التحركات في شوارع العواصم العالمية، إذ شهدت طهران تظاهرة حاشدة، إلى جانب قمّ ومشهد، في وقت دعا فيه مجلس الشورى الإيراني البلدان الإسلامية إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل وخفض العلاقات الاقتصادية مع الولايات المتحدة إلى أدنى مستوى ممكن. وفي بيانٍ، قال المجلس إنّ «الولايات المتحدة بواسطة قرارها قوّضت التسوية السلمية في الشرق الأوسط». من جهته، أكد وزير الدفاع الإيراني، حسين دهقان، في اتصال هاتفي مع نظيره التركي، نور الدين جانيكلي، أن «خطوة ترامب تأتي بعد هزيمة أميركا في سوريا والعراق وفشلها في استقلال إقليم كردستان».

نُظّم في تركيا، أمس، عدد من التحركات في مدن مختلفة

ووصف جانيكلي قرار أميركا حول القدس بـ«الخطأ الكبير وغير المقبول من قبل كلّ مسلمي العالم».
على المقلب التركي، خرج عدد ضخم من سائقي سيارات الأجرة في إسطنبول في موكب، وتوجهوا نحو مقر القنصلية الأميركية، مرددين هتافات مناهضة لأميركا وإسرائيل. في السياق، دعت مؤسسات للعمل المدني الفلسطيني في تركيا أمس، «الدول الإسلامية إلى قطع علاقاتها مع إسرائيل». جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقدته، في مقر القنصلية الفلسطينية في إسطنبول مؤسسات للعمل المدني الفلسطيني في تركيا، بينها اتحاد رجال الأعمال الفلسطينيين، واتحاد الطلاب، وجمعية القدس، والجالية الفلسطينية وغيرها.
أيضاً تظاهر قرابة 200 شخص في مدينة لاهاي الهولندية، رفضاً لقرار ترامب، وجرت التظاهرة التي نظمها وقف التجمع الفلسطيني في هولندا، في ميدان «كويكامب»، وسلّم المتظاهرون رسالة احتجاجية للسفارة الأميركية.
أما في العاصمة التشيلية سانتياغو، فتظاهر أمس مئات الأشخاص أمام السفارة الأميركية، وتمركز المتظاهرون مقابل السفارة، مرددين شعار «الشعب الفلسطيني حر أيها المجرم ترامب». ولم تتمكن الشرطة من احتواء المتظاهرين الذين قطعوا الطريق، فتدخل عناصر مكافحة الشغب والقوات الخاصة لاحتواء الموقف. وجرّاء الهجوم الذي قامت به الشرطة عليهم، توجّه عدد كبير من المتظاهرين نحو سفارة إسرائيل، وبذلت الشرطة جهوداً هائلة لمنعهم من الدخول إلى مبنى السفارة.
وفي ألمانيا، نظمت عدّة جمعيات فلسطينية وألمانية فعاليات احتجاجية رافضة لقرار ترامب، وكان أبرزها أمام السفارة الأميركية في العاصمة برلين، والقنصلية الأميركية في مقاطعة هامبورغ، بالإضافة إلى مسيرة في بريمن أمام مجلس نواب المقاطعة، وأخرى في كيل وسالزجيتر وميونخ.
كذلك، نُظّمت وقفة احتجاجية في كولومبيا، واحتشد المحتجون في شارع السفارة الأميركية، وساروا حاملين الأعلام الفلسطينية حتى وصلوا إلى مدخل السفارة، ورددوا هتافات مناهضة لواشنطن وإسرائيل وسط إجراءات أمنية مشددة.
وفي أديس أبابا، أحيت سفارة فلسطين «اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني»، وسط تنديد بالقرار الأميركي. ونظمت السفارة حفلًا بالتعاون مع اللجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة في العاصمة الإثيوبية. وعلى هامش الفعالية التضامنية، قال أمين «أمانة الديموقراطية والحكم الرشيد في الاتحاد الأفريقي»، صلاح حماد، إن «القدس عاصمة فلسطين، ولا يمكن بالتالي للولايات المتحدة أن تمنح المدينة لإسرائيل أو لأي جهة أخرى».
إلى ذلك، أعلنت حكومة جنوب السودان دعمها وتأييدها لمبدأ التفاوض بين فلسطين وإسرائيل والحل السلمي، فيما نفت مساندتها للقرار الأميركي.
(الأخبار، الأناضول، أ ف ب)