لا منافس جدّياً للرئيس عبد الفتاح السيسي في انتخابات الولاية الثانية التي بدأ العد التنازلي لها، حتى قبل فتح الباب رسمياً أمام إجراءات الترشّح. صحيح أن «المشير» لم يعلن حتى الآن، بشكل واضح، خياراته، إلا أنّ الأمر يبقى من المسلّمات في مصر، ما لم يحدث تطوّر غير متوقع على الإطلاق.
تلك المسلّمات لا تقتصر على نيات السيسي الترشّح مجدداً، وإنما على فرصه الكاسحة للفوز بالولاية الثانية، في ظل انسداد المجال العام أمام مرشحين آخرين، والحشد المستمر، الذي تقوم به أجهزة الدولة المصرية، عبر الإعلام، الذي بات بمعظمه محسوباً على النظام الحالي. ولكنّ العد العكسي للانتخابات الرئاسية، المتوقعة بين شهري آذار وأيار عام 2018، لا يغيب عنه تراجع شعبية السيسي، مقارنة بانتخابات عام 2014، وذلك في ظل الأزمات الاقتصادية الحادة التي تواجهها مصر، والتي جرّت، بشكل مباشر وحاد، أزمة معيشية، باتت الشكوى منها على لسان كل مواطن. ولم تعد تقتصر تداعياتها على الطبقات الأكثر فقراً، وإنما تشمل الطبقة الوسطى، التي شكلت في السابق أحد روافد شعبية المشير. ويضاف إلى ما سبق أن ثمة حالة عامة من الإحباط، سواء في صفوف الشباب، الذين خرجوا إلى شوارع مصر وميادينها، قبل سبعة أعوام لإسقاط نظام حسني مبارك في «ثورة يناير» عام 2011، وبعدها لإسقاط نظام «الإخوان المسلمين» في «ثورة يونيو» عام 2013، بالنظر إلى عوامل عدّة، تتراوح بين الإجراءات الأمنية التي خنقت الحياة السياسية، وفقدان الثقة بالأحزاب والقوى السياسية، سواء التقليدية أو الحديثة.
وانطلاقاً من ذلك الواقع، فإنّ الاستحقاق الرئاسي المقبل، قد يأتي باهتاً، وقد تكون سمته الغالبة المقاطعة الشعبية، خلافاً لما كانت عليه الحال في أول انتخابات بعد سقوط نظام حسني مبارك، والتي ربما كانت المرّة الأولى، التي يختبر فيها المصريون عملية تصويت غير معروفة النتائج قبل الفرز.
وبرغم رتابة المشهد الانتخابي، إلا أن كثيرين يأملون مفاجأة، تبدو مستحيلة، لتعيد الزخم إلى ذلك الاستحقاق، وهو ما يجعل البعض يترقّب بحماسة ممزوجة ببرودة، الخيارات الانتخابية للفريق أحمد شفيق الذي تتزايد احتمالات ترشّحه، ليصبح بذلك منافساً جدّياً للسيسي، أو يجعل البعض الآخر يراهن على شخصية أخرى، مثل خالد علي، بالنظر إلى ما يحمله من روح «الثورة المغدورة».
(الأخبار)