لا يزال الهدوء الحذر يسيطر على معارك جبهات حلب الجنوبية، في وقت يستعد فيه الجيش السوري وحلفاؤه من جهة، والمسلحون من جهة أخرى، لجولة قريبة تلوح في الأفق، خاصة أنّ ائتلاف مسلحي «جيش الفتح» يواصل حملات «التحريض والنفير» في الريف الإدلبي لإطلاق معركة كسر الطوق عن أحياء حلب الشرقية حيث ينتشر مسلحو الفصائل.وقد تطاول الجولة المقبلة من المعارك شمالي حلب بصورة خاصة، وتحديداً «طريق الكاستيلو» من جهة منطقة حندرات، وهو خيارٌ قد ينتهجه مسلحو «الفتح» إذا ما واصل الجيش والحلفاء تعزيز نقاطهم جنوباً.
في غضون ذلك، يسري حديث في أوساط المسلحين عن أن الطوق المفروض على الأحياء الشرقية أعاد تحريك عجلة الاندماج بين الفصائل الشمالية، وهو أمر يرمي به القاضي العام لـ«الفتح»، السعودي عبد الله المحيسني، بكامل ثقله، لتحقيقه. وأشارت مصادر «جهادية» إلى أن «جميع العقبات زالت، وسيُشكَّل مجلس شورى موحّد من أكثر من 15 فصيلاً، سيُعلَن في الأسابيع القليلة المقبلة»، لافتة إلى أن «المجلس سيضم لجنة شرعية مستقلة من طلبة العلم»، كتلك الموجودة في إدلب.
وتضيف المصادر أن «اجتماعات طويلة عُقدت بين قيادات الفصائل، جمعت قائد جبهة فتح الشام (النصرة)، أبو محمد الجولاني، وقيادات من حركة أحرار الشام، وآخرين من الجيش الحر، لتشكيل جسم عسكري موحد، إلى جانب مجلس شورى». ولفتت إلى أن تقاسم «الحقائب» سيكون بحسب «الثقل الميداني»، مؤكّدة أن «النصرة اكتفت بعضو واحد من في مجلس الشورى». واتفقت الفصائل في ما بينها على أن يكون القائد العسكري من «فتح الشام»، أما القائد العام فسيكون من «أحرار الشام». وتذهب المصادر إلى حد الحديث عن أن «الجيش سيكون نواة للحكومة المقبلة».
(الأخبار)