«حماس» و«فتح» تتبادلان التهم بشأن إطلاق معتقلين في الضفة الغربيّةغزّة ــ قيس صفدي
حيفا ــ فراس خطيب
كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، أنَّ جنوداً أميركيين بلباس مدني، يعملون، بالتعاون مع جنود مصريين، على مدار الأسابيع الماضية في الكشف أنفاق لتهريب الأسلحة على طول محور فيلادلفي، من مصر إلى قطاع غزة.
وتابعت الصحيفة أن «نشاط» الأسابيع الماضية «أنتج ثماراً هامّة»، وقد جرى الكشف عمّا يقارب 42 نفقاً ممتداً من مصر إلى قطاع غزة، «بفضل التكنولوجيا الأميركية السرية واختصاصيين من سلاح الهندسة الأميركي».
وقالت الصحيفة إنَّه خلال زيارة أجراها وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك إلى مصر قبل ستة أشهر «اتفق على حضور جنود أميركيين تابعين لسلاح الهندسة الأميركي إلى محور فيلادلفي، ليشغّلوا منظومات طوَّرت في الولايات المتحدة للكشف عن الأنفاق».
وجاء في الصحيفة أن الاختصاصيين الأميركيين وصلوا إلى المنطقة قبل أسابيع، وبدأوا العمل على طول محور فيلادلفي و«يجولون بملابس مدنية ويعملون بهدوء». وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فقد جلب الاختصاصيون منظومات سريّة متطورة لرصد الأنفاق.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ الكشف عن هذا العدد من الأنفاق سبّب «أزمة» في صفوف قادة «حماس»، ما دفعهم نحو «تأميم الأنفاق الخاصة التي فعّلتها عائلات من رفح لتهريب البضائع والعتاد العسكري». وتابعت أنَّ حركة «حماس تسيطر اليوم بشكل كامل على جميع عمليات التهريب التي تجري بواسطة الأنفاق».
وقالت الصحيفة إنه على الرغم من النجاح في الكشف عن الأنفاق، إلا أن عناصر «حماس» استطاعوا خلال الشهر الماضي تهريب المئات من قذائف «آر بي جي» والمواد المتفجرة من مصر إلى قطاع غزة. وأضافت إن العمل لكشف الأنفاق أدّى إلى «توتر بين مصر وحماس»، ولا سيما بعد الانفجار الذي وقع في أحد الأنفاق في رفح، وأدى إلى مقتل خمسة فلسطينيين من عائلة واحدة.
من جهة ثانية، تضاربت المعلومات في خصوص إطلاق الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية سراح 38 معتقلاً سياسياً من حركة «حماس»، فيما طالبت حركة الجهاد الإسلامي بإغلاق ملف الاعتقال السياسي.
وفيما نفت حركة «حماس» إطلاق سراح أي من المعتقلين واتهمت «سلطة المقاطعة» بـ «التضليل لتحسين صورتها»، أكدت حركة «فتح» إطلاق المعتقلين ونشرت قائمة بأسمائهم، لكن القيادي في «حماس»، ناصر الدين الشاعر، أكد إطلاق 17 معتقلاً فقط في مدينتي نابلس وبيت لحم.
ووصفت حركة «حماس»، على لسان المتحدث باسمها سامي أبو زهري، إعلان السلطة إطلاق معتقلين بأنها «مزاعم» «وادعاءات غير صحيحة تستهدف تحسين صورة سلطة المقاطعة».
وقال أبو زهري: «إن هذه المزاعم عارية من الصحة تماماً، ومجرد محاولة تضليلية وادعاءات تأتي كمحاولة لتحسين صورة سلطة رام الله، وإعطاء انطباع بأن هناك تغييراً في موقفها تجاه الاعتقالات السياسية، وخصوصاً بعد الحرج الكبير الذي وقعت فيه بعد التعاطي الإيجابي للحكومة الفلسطينية في غزة، مع كل الجهود التي بُذلت لإغلاق ملف الاعتقال السياسي».
وكانت الأجهزة الأمنية في غزة قد أطلقت سراح أكثر من 30 معتقلاً من حركة «فتح» بينهم محافظون وأمناء سر استجابة لدعوة من رئيس المجلس التشريعي بالإنابة أحمد بحر، عشية عيد الفطر، وكبادرة حسن نية تجاه حوار القاهرة.
وفي السياق، طالبت حركة «الجهاد الإسلامي» الرئيس محمود عباس بالعمل الفوري على إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين في سجون الضفة. ورحّب مصدر قيادي في «الجهاد» بخطوة السلطة الفلسطينية الإفراج عن عشرات المعتقلين السياسيين في سجونها من كوارد ومناصري حركة «حماس» في عدد من مدن الضفة. وطالب «بوقف الاعتقالات السياسية، وفتح آفاق جديدة أمام الجميع لبدء حوار وطني يرسخ الوحدة الفلسطينية ويعمّق داخلنا فكرة ضرورة مجابهة العدو الصهيوني الذي يمعن في استغلال الظرف الفلسطيني الداخلي».
وفي سياق آخر، أكد رئيس الحملة الفلسطينية الدولية لفك الحصار عن غزة الدكتور إياد السراج، أن خطر الموت يتهدد طفلاً فلسطينياً مريضاً لم يبلغ الخامسة من عمره، لعدم قدرته على السفر لتلقي العلاج نتيجة عدم حصوله على جواز سفر بسبب استمرار السلطة في رام الله في منع إرسال نصيب غزة من جوازات السفر. وقال: «إن الطفل إسلام فايز العسولي البالغ من العمر أربع سنوات وثمانية شهور ولد بمرض فشل النخاع في إنتاج كريات الدم الحمراء ولا يوجد علاج لحالة الطفل في غزة، ولم يتمكن الطفل من السفر إلى داخل الأراضي المحتلة عام 1948 للعلاج بسبب منع سلطات الاحتلال لوالديه من مرافقته لأسباب أمنية صهيونية، وقد بدأت حالة الطفل بالتدهور إلى أن جرى استئصال الطحال».
وقال السراج «هكذا أصبحت حياة المرضى في قطاع غزة تنتظر جواز السفر بينما يصرّ المسؤولون في رام الله على منع دخول جوازات السفر إلى قطاع غزة».