القاهرة ــ خالد محمود رمضاننفى سفير سوريا في القاهرة، مندوبها الدائم لدى الجامعة العربية يوسف أحمد لـ«الأخبار»، أمس، ما تردد عن استدعائه إلى دمشق بسبب استياء حكومة بلاده من حملة سياسية وإعلامية تتعرض لها في مصر، مشيراً إلى أن «الحملة كلها تتمحور حول ما قاله وزير الخارجية السوري وليد المعلم في كلمته داخل الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، ومطالبته الوسيط بأن يكون على مسافة واحدة من الطرفين الفلسطينيَّين». وأوضح أن المعلم «لم يسمّ مصر في كلمته، بل دعا أيّ وسيط بالمطلق إلى أن يتحلّى بهذه الصفة». وشدّد أحمد أيضاً على أن سوريا ربطت موضوع التمديد للرئيس الفلسطيني محمود عباس بضرورة إنهاء المصالحة الفلسطينية، معتبراً أنه «يجب أن يسجّل هذا الموقف لسوريا، فيما أراد الآخرون فتح السقف الزمني لمحاولات المصالحة، مؤثرين فقط عملية التمديد لعباس». وأضاف إن «سوريا قالت: إذا كنتم ترغبون في المصالحة فيجب أن تحدث قبل 9 كانون الثاني من عام 2009». ولفت إلى أنّه لم يردّ «أحد داخل قاعة اجتماعات وزراء الخارجية العرب على هذا الكلام، بل أثنى الجميع عليه بمن فيهم الوفد المصري. لكنّهم بعدما خرجوا وجدوا هذا الكلام في غير مصلحتهم فبدأت هذه الهجمة». ونفى أحمد أن «تكون سوريا تطرح نفسها كوسيط بين حركتي حماس وفتح». وتساءل «ما مبرر هذا الكلام أو هذا الردح الذي نراه في شبه حملات إعلامية مغرضة ضد سوريا في هذا الموضوع»، مؤكداً أن «سوريا، لأنها رئيسة للقمة العربية، معنية بتوحيد الصف العربي ومعنية برأب أي صدع في العالم العربي، ولا يمكن أن تنزل إلى مستوى هذا الردح». وأضاف «أنا أقصد بعض الصحف المصرية التي تمارس هذا الردح وأخرى تموّلها دولة خليجية، وبالتأكيد معروف من المقصود في كلامي». وأكد أحمد أن العلاقات بين القاهرة ودمشق ليست في أحسن حالاتها وليست في مستوى الطموح السوري، مضيفاً «في السابق، كانت الجهات تتذرع بأن الحالة مع سوريا هي بسبب لبنان، وقالوا إن انتخاب الرئيس اللبناني هو المفصل الذي يقف في وجه العلاقات المصرية السورية والسورية السعودية. لكن تبيّن أن هذا الكلام غير صحيح».
وأوضح أحمد «تم انتخاب الرئيس في لبنان وجاء الرئيس المنتخب ميشال سليمان إلى سوريا وتألّفت أيضاً حكومة الوحدة الوطنية، ومع ذلك لا تزال العلاقات من سيّئ إلى أسوأ». وأشار إلى أن هناك أسباباً أخرى «هم بالتأكيد يعرفونها ويعرفون أنهم موظفون فيها وليسوا أصحاب موقف».
ورداً على سؤال عمّا إذا كان هناك موعد لقيام الرئيس السوري بشار الأسد بزيارة إلى القاهرة، قال أحمد إن «الرئيس الأسد أعلن منذ فترة ليست قصيرة أنه كرئيس للقمة العربية يودّ أن يزور كل العواصم العربية من أجل (...) رأب الصدع العربي، وهو فعلاً زار بعض الدول العربية، لكن الزيارات تحتاج إلى إجراءات أعتقد أنها لم تكن في مكانها بالنسبة إلى بعض الأماكن».