فراس خطيبنشرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أمس، تقريراً لمراسلتها عاميرا هيس، الموجودة في غزة، تضمّن شهاداتٍ لفلسطينيين من سكان شرق جباليا، كشفوا خلاله قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي، خلال العدوان الأخير، باستعمالهم دروعاً بشرية لاقتحام منازل الفلسطينيين وتفتيشها.
وقال شهود للصحيفة إنَّ الجيش الإسرائيلي ألقى على الفلسطينيين، في حالات عدة، مهمات اختراق جدران بواسطة معدّات ثقيلة، والدخول إلى هناك قبل الجنود، «من أجل التأكد من أنَّ المخرّبين قتلوا».
ونقل التقرير شهادة الضابط في الاستخبارات الفلسطينية التابعة للسلطة في رام الله مجدي عبد ربه، الذي يسكن في حي عزبة عبد ربه شرق جباليا، كشف خلالها كيفية قيام الجيش الإسرائيلي باقتحام منزله من خلال استخدام أحد أبناء الجيران درعاً بشرية، «محمود ظاهر، ومن ورائه جندي إسرائيلي يضع فوهة البندقية في ظهره». ثم أزاح الجندي ظاهر، وصوّب البندقية باتجاه عبد ربه، وأمره بأن يخلع ملابسه. وبعد تأكّده من عدم حمل أي سلاح، «ملأ أكثر من 12 جندياً الغرفة»، ليتكرر مشهد استخدام أفراد عائلة ظاهر من قبل الفرق العسكرية دروعاً بشرية. إذ اكتشف ظاهر «أن اثنين من أبنائه كانا يتجوّلان مع فرقتين أخريين للجيش الإسرائيلي».
ولم يكتف الجنود الإسرائيليون باستخدام العائلة دروعاً بشرية، فقد روت العائلة كيف تمترس الجيش الإسرائيلي في منزلها، ووضعوا العائلة المكوّنة من أطفال ومسنين في الطابق السفلي، ثم نقلوها في وقتٍ لاحق إلى الطابق الأول بعد سماع جيش الاحتلال إطلاق نار، ليكتشفوا أنهم قد وُضعوا بالقرب من مصادر النيران المنطلقة من منزل تابع لأحد جيرانهم، ويدعى «أبو حاتم»، الذي تمركز فيه عناصر من «حماس»، بعدما أخلاه أصحابه.
ويعود التقرير إلى قصة مجدي عبد ربه، الذي طالبه الإسرائيليون، بعد حادثة إطلاق النار، بالتوجه مرغماً إلى منزل أبو حاتم، بعدما أخبروه بوجود مسلحين قد قتلوهم، وطلبوا منه تجريدهم من ملابسهم وأخذ أسلحتهم، ليكتشف عبد ربه بعد دخول المنزل أن المسلّحين أحياء، ثم عاد إلى الجنود الإسرائيليين وأخبرهم بما اكتشفه، بعدما طالبوه بخلع ملابسه حيث فُتّش، ومن ثم أُرسل ثانيةً بعد إطلاق النار باتجاه المسلحين، وتكرر هذا الأمر ثلاث مرات لم يفلح خلالها الإسرائيليون في القضاء على المسلّحين، فعمدوا أخيراً إلى استخدامه درعاً وتوجّهوا إلى مقربة من المنزل ليطلبوا من المسلّحين تسليم أنفسهم خلال 15 دقيقة، مع تعهّدهم «بمعالجة الجريح» الذي أصيب بعد تعرّضهم للقصف. وعندما رفضوا الاستسلام، قال عبد ربه، «جاءت الجرافة وبدأت بهدم البيت أمام عيون الجميع»، ليتبيّن أن اثنين من العناصر استشهدا، بينما اختفى الثالث. وتساءل في الختام «أيّ جيش هذا الذي لا يستطيع أن يخترق بيتاً واحداً فيه مسلّحون».