إفادة سياحية دون التوقعات والموسم رهن التجاذبات رشا أبو زكي
انتهت الانتخابات النيابية من دون حصول اهتزازات أمنية، وبدأت القطاعات التجارية والسياحية تعيد حساباتها للمباشرة بتشغيل عدّاد الموسم الصيفي. فعدد القادمين إلى لبنان كان كبيراً خلال الأسابيع الماضية. وكما يبدو، فإن حجوزات الصيف لن تخرج عن هذا الإطار، فإن كانت الانتخابات النيابية قد جاءت بآلاف الناخبين للاقتراع، فإن الهدوء الأمني سيكون من أبرز الناشطين في الماكينة السياحية لموسم الاصطياف... ويقول العاملون في القطاعات السياحية الأساسية في لبنان، إنه كان هناك إفادة من آلاف المغتربين الذين قدموا إلى لبنان خلال الانتخابات النيابية، ولكن لم تكن كما كان متوقعاً، فالكثير من هؤلاء غادروا لبنان بعد الانتخابات، وعدد قليل من وكالات السفر والسياحة استفادوا من حجوزات المغتربين، فيما الإشغال في الفنادق انخفض من 74،1 في المئة في نيسان إلى 62،9 في المئة في أيار، ليصل إلى 55 في المئة حالياً. أما التجار فمنهم من تأثر سلباً بالانتخابات، ومنهم من استفادوا بنسب لا تتعدى الـ20%... وبالتالي فإن الفنادق كما وكالات السفر والتجار، عادوا للمراهنة على الاستقرار الأمني خلال الفترة المقبلة، ليضعوه شرطاً أساسياً للحصول على موسم مربح، متوقعين أن تتضح معالم الموسم خلال الأسبوع المقبل، وبين توقعات الربح والتخوّف من مفاجآت سياسية وأمنية، وخصوصاً أن تأليف الحكومة يعتبر بمثابة معركة ينتظرها اللبنانيون كما السياح، يبقى موسم الاصطياف رهينة سياسية تنتظر التحرر من أغلال الأزمات.

الانتخابات سيئة على الفنادق

يوضح رئيس نقابة أصحاب الفنادق في لبنان بيار أشقر لـ«الأخبار» أن نسبة الإشغال التي سبقت الانتخابات تعتبر جيدة، وقد وصلت بحسب إحصاءات نقابة الفنادق إلى 62،9% في أيار بزيادة حوالى 50% عن شهر أيار من عام 2008، لتصل نسبة الإشغال حالياً إلى حوالى 55%، ومن المتوقع أن ينطلق الموسم بقوة لتصل نسبة الإشغال إلى ما بين 99 و100 في المئة في آب. ويشير أشقر إلى أن هذا العام سيكون أفضل من العام السابق، وخصوصاً أن الانتخابات «قطعت على خير»، ما سيطمئن السياح والمغتربين.
ويقول العاملون في فندق «مونرو» إن الحركة كانت جيدة هذا العام، وخصوصاً خلال فترة الأعياد في الدول العربية، وتقول مسؤولة قسم المبيعات في الفندق جمال محب «فوّلنا تقريباً»، لافتة إلى أن الحجوزات انخفضت خلال فترة الانتخابات، والحركة تعود الآن إلى طبيعتها، وتشير إلى أن أكثر الحجوزات تبدأ من 15 حزيران المقبل حتى تشرين الأول، وتلفت إلى أنه من المتوقع أن تصل هذه النسبة إلى 100 في المئة في تموز.
فيما تشير المسؤولة عن قسم الحجوزات وتنظيم المؤتمرات في فندق موفنبيك زينب حمود إلى أن هذا العام لم يشهد انخفاضاً في الحركة، بحيث كان يسجل بين 70 و100% من الإشغال، إلا أن الحركة انخفضت خلال فترة الانتخابات، وعادت خلال هذا الأسبوع إلى وضعها الطبيعي، متوقعة أن تصل نسبة الحجوزات إلى 100% خلال فترة الصيف «وخصوصاً أن السياح العرب يريدون تمضية طوال فترة الصيف في لبنان».

وكالات السياحة... والمطاعم

أما رئيس نقابة أصحاب مكاتب وكالات السياحة والسفر جان عبود، فيلفت إلى أن هناك حجوزات لا يستهان بها للموسم الصيفي المقبل، ومن المتوقع أن ترتفع، وخصوصاً بعدما مرّت الانتخابات من دون إشكالات كبيرة، لافتاً إلى أن التعويل سيكون كالعادة على السياح والمجموعات السياحية العربية وكذلك على المغتربين. ويشير العامليون في وكالة السياحة والسفر «نخال ترافل» إلى أن الحركة في جميع الوكالات عموماً تراجعت خلال فترة الانتخابات، إلا أنها عادت إلى انطلاقة كبيرة بعد انتهاء هذا الإجراء. ويلفت العاملون إلى أن الحركة ارتفعت بنسبة 20% قبل الانتخابات، ومن ثم همدت، أما الآن فهناك حجوزات ضخمة من لبنان وإليه حتى تشرين الأول المقبل، ومعظم القادمين هم من السياح العرب، إضافة إلى الفرنسيين وجنسيات أجنبية أخرى. بدوره أمل رئيس نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي بول عريس، أن يكون الموسم السياحي هذا العام أفضل من الذي سبقه، لافتاً إلى أن العمل في شركات الطيران والشقق المفروشة يقدم إشارات إيجابية...

التجار: الاستقرار أولاً

الإفادة من المغتربين اختلفت بين سوق تجاري وآخر، إذ يقول رئيس جمعية تجار الأشرفية طوني عيد، إن حركة الأسواق تحسنت بعد الانتخابات بين 10 و15% فقط، لافتاً إلى أنه من الواضح أن الموسم الصيفي سيكون جيداً، إلا أن كل هذه التوقعات تبقى مرتبطة بالتجاذبات السياسية. فيما يقول رئيس جمعية تجار زحلة إيلي شلهوب، إن الأسواق عادت إلى نقطة البداية في ما يتعلق بالحركة، بعدما انتهت الانتخابات، مشيراً إلى أن المغتربين حركوا الأسواق في زحلة بنسبة 50% «وأتمنى أن يبقوا في لبنان، وألا يكون مجيئهم للانتخاب فقط»، ويلفت إلى أن التحسن ملحوظ في المبيعات، ومن المفترض أن يتجه صعوداً، إذ من المتوقع أن يشهد لبنان قدوم موجة من السياح العرب. بدوره، يشير رئيس جمعية تجار عاليه سمير شهيب إلى أن الحركة خلال الانتخابات كانت ضئيلة، لا بل كان هنالك تأثير سلبي وصل إلى 10% في عاليه، ويشير إلى أنه بعد انتهاء الانتخابات استفاد سوق عاليه بنسبة 20% من المغتربين القادمين من كل المناطق، والآن عاد الاعتماد على السياحة الداخلية والسياح العرب بعد مغادرة المغتربين، ويقول «ستكون هذه الصيفية الأفضل إذا تألّفت حكومة من دون مشاكل، وإذا استمر الوضع السياسي والأمني مستقراً، وخصوصاً مع البرامج التي نعدها لافتتاح الموسم الصيفي في مدينة عاليه». أما رئيس جمعية تجار بيروت نديم عاصي فيلفت إلى أن القطاعات التجارية «في انتظار الإقبال العربي والأجنبي الكثيف على لبنان هذا الصيف كما هو متوقع». وقال «العرب أبلغونا أنهم اعتادوا تمضية موسم الصيف في لبنان، وخصوصاً أن بعضهم يمتلك منازل فيه، والإشارة الإيجابية تكمن في الحجوزات المسجلة في الشقق المفروشة وفي الفنادق المنتشرة في الأراضي اللبنانية».


62859 راكباً

هو حجم حركة الركاب وفق إحصاءات مطار بيروت الدولي بين 27 أيار الماضي و7 حزيران الجاري، وتضم 108 آلاف وافد و61219 مغادراً، و452 راكب ترانزيت، وتعتبر هذه الحركة ضخمة جداً لأنها خلال فترة الانتخابات النيابية، ومعظم الركاب هم مغتربون لبنانيون.


3 ملايين سائحالتي أصابته.